الخميس، 7 أغسطس 2014

محمد العرب يكتب ..... العمامة الإيرانية تغزو البوسنة مجددا


قبل أشهر طردت دولة البوسنة دبلوماسييْن إيرانييْن اعتبرت أنهما "غير مرغوب فيهما" وفي وقتها اشارت الصحافة البوسنية ان سبب الطرد قيام اكثر من دبلوماسي ايراني بالاتصال مع زعيم محلي لمجموعة إسلامية اشتهر عنه اراء متشددة وهو من الاقلية الشيعية في البلد المتعدد الاديان.
الخبر نشرته اغلب وسائل الاعلام الغربية بينما مر الخبر مرور الكرام على الصحافة العربية كالعادة . فنحن امة لا تقرأ وان قرأنا فأننا لا نحلل علي عكس اعدائنا ومنافسينا ان كنا في موقع المنافسة.
وتضيف وزارة الأمن البوسنية بإن "الدبلوماسييْن الإيرانييْن حمزة دولاب أحمد و جديدي صهراب اللذين أعلنا شخصين غير مرغوب فيهما بناء على طلب وزارة الأمن، غادرا أراضي البوسنة والهرسك".
وأضاف المصدر نفسه "بصفتهما من أعضاء السلك الدبلوماسي ، استغل الاثنان صفتهما الدبلوماسية في القيام بأنشطة لا تتفق مع وضعهما الدبلوماسي ، ومع اتفاقية فيينا التي تحكم العلاقات الدبلوماسية".
وفي بيانها، لم تعط الوزارة المزيد من التفاصيل، كما قالت السفارة الإيرانية في البوسنة إنها "ليس لديها رد" على هذا القرار للسلطات المحلية.
وبحسب مصدر في وزارة الأمن رفض الكشف عن هويته متحدثا للصحافة المحلية البوسنية بإنه يشتبه في قيام الدبلوماسيين بـ"التجسس وأعمال مريبة ضد النظام الدستوري" في البلاد.
والدبلوماسيان هما "السكرتيران الثاني والثالث في السفارة"
في البداية نذكر بإن المسلمين في البوسنة يشكلون (40 % من أصل 3.8 ملايين نسمة) واغلبهم من المعتدلين وبعد التذكير نعود للخبر الذي نرى بين طياته الكثير من علامات الاستفهام ويبدو ان السلطات البوسنية قد اخفت الكثير في الموضوع لذا علينا الغوص اكثر في هذا الموضوع للاهمية لاسيما وان تقليعة شراء العقار والاراضي في البوسنة تجتاح العالم العربية وخصوصا دول الخليج العربي ،
يعود تواجد الفكر الصفوي الايراني الى مرحلة حرب البوسنة والهرسك وهي عملية نزاع دولي مسلح حدثت في البوسنة والهرسك من مارس 1992 حتي نوفمبر 1995. وكان هناك دول كثيرة دخلت كأطراف في هذه الحرب. وحسب قول محكمة الجزاء الدولية في يوغسلافيا ، فأطراف الصراع هي البوسنة والهرسك وجمهورية يوغوسلافيا و كرواتيا. وتبعا لتقارير محكمة العدل الدولية فإن صربيا قد ساهمت في تلك الحرب بجيشها ودعمها المالي للقوات الصربية والتي أصبحت فيما بعد جيش يوغسلافيا الشعبي. وقد قدمت كرواتيا قواتها أيضا. أما بالنسبة للبوسنة فقد كانت قوات الحكومة البوسنية تقود جيش جمهورية البوسنة والهرسك حيث تدفق المئات من رجال الباسيج والباسدران (إضافة لمدربين من حزب الله اللبناني) وفي حينها قدرت وكالات الأنباء وأجهزة الاستخبارات تعداد رجال الباسيج والباسدران الذين دخلوا البوسنة ما بين 3000 و 4000 ليتناقص العدد الى 200 - 300 في فترة ما بعد انتهاء الحرب
هذا التواجد اسس لنشر التشيع الايراني في بعض قرى ومدن البوسنة ، كما ان اغلب عصابات تجارة الاسلحة وغسيل الاموال تضم عناصر ايرانية او لبنانية او عراقية شيعية بحسب السلطات البوسنية التي تنشر بشكل مستمر اخبار القبض على تلك العصابات ، ولعلنا هنا نذكر بمقولة الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيكوفيتش حيث قال بإنه اثناء القتل والتهجير الذي كان يتعرض له المسلمون في البوسنة على يد الصرب, أرسلت إيران مبعوثا لي وقد عرض علي المبعوث الإيراني تقديم المساعدة من غذاء ودواء ومال وسلاح بشرط واحد وهو السماح للإيرانيين بنشر التشيع بين المسلمين البوسنيين فقلت للمبعوث الايراني : لن نبيع الآخرة من أجل الدنيا, ولن نبيع اسلامنا من اجل حفنة من المساعدات, عندها أسقطت في يد المبعوث الإيراني وعاد خائبا , طبعا هذا كلام الرئيس الراحل نشره كما هو ولعله كان في حينها يتخوف من الدور الايراني المستقبلي في بلاده في فترة ما بعد الحرب , ويعتبر التشيع في البوسنة حديث العهد فمع قدوم قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى هناك كان من بين جنودها عدد من المتطوعين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين في مجالات مختلفة ، وكان للحماس الذي أبداه هؤلاء في تقديم المعونات والإغاثة أثره في نفوس البوسنيين الذين أعجبوا بعمل هؤلاء وقرروا الاستفسار عنهم فكانت نتيجة ذلك أن تشيع المئات ، لتجتمع عناصر ايرانية في هذا البلد المنهك من الموت والدمار لمهمة واحدة وهي نشر التشيع علي الطريقة الايرانية واليوم هناك كثير من الشباب الذين اعتنقوا المذهب الشيعي و لديهم ثلاث مواقع على انترنت باللغة البوسنية وحسب المعلومات الواردة من المواقع الرصد الشيعية : يدرس حوالي 40 شخص من البوسنة في مدينة قم.
وفي البوسنة يتجمع المئات من الشيعة علي الطريقة الايرانية في مقر جمعية (المنتدى المحمدي) ومدرسة (المحجة البيضاء) في سراييفو والمدن الأخرى خلال شهري المحرم وصفر لأداء طقوس العزاء الحسيني حيث يتم الترويج بشكل عاطفي لمعلومات تاريخية مغلوطة عن استشهاد الامام الحسين عليه السلام .
يخبرني صديقي البوسني محمد عمر بأن المذهب الشيعي يجد له دعما ماليا سخيا من قبل النظام الايراني وبعض التجار العرب الشيعة ولعل شراء الاراضي والمزارع ما هو الا غطاء لعملية سياسية كبيرة تقودها ايران بأيادي مناصريها من العالم العربي وخاصة التجار الشيعة في الخليج العربي ، وكالعادة تعتمد ايران علي نشر التشيع علي الاستثمار المالي والاعمال الاغاثية وهنا علينا ان نتحدث عن اهم جناح ايراني لنشر التشيع وهو الهلال الاحمر الايراني الذي يقوم بتوزيع الطعام على الأسر المعروفة بانها كانت تحارب المجاميع الجهادية البوسنية وكذلك توظيف العشرات من الشباب البوسني الفقير في القرى البعيدة وما يساعد الاعمال الاغاثية الايرانية فتح مركز العهد وهو مركز ثقافي ديني ، يقوم فيه الشيعة من اصول لبنانية و عراقية بتدريس المواد الدينية المختلفة (فقه - عقيدة - قرآن - لغة عربية - لغة فارسية على منهجهم) وتوفر فيه المواد الغذائية والمبيت مجاناً للطلبة المغتربين ، ويشرف المركز على طباعة كتبهم الدينية ، وهذ هو أخطر عمل قاموا به حتى الآن ولقد تزوج زعيمهم الديني الإمام جعفر وكذلك رئيس وحدة التدريب العسكري الضابط عباس من البوسنيات وهذا اسلوب تعتمده العناصر الايرانية في نشر التشيع وهو الزواج ويضيف صديقي البوسني محمد عمر بأن ايران قامت بفتح قاعدة عسكرية تدريبية في قرية هفوة بمدينة فيسكو ، يقومون فيها بتدريب الجنود على جميع أنواع الأسلحة والتدريبات القتالية الأخرى وذلك بالترتيب مع الجيش البوسني كما يقومون بتمويل وحدة عسكرية أصبح الآن أسمها (عبد اللطيف) بعد استمالتهم لقائدها صالكو بيقوفيتش . كما تم تدشين العديد من مراكز الابحاث والدراسات التي ترتبط بالقنوات الدبلوماسية الايرانية ، كما ان النشاط التجاري والاستثماري لا يزال مطية رائعة للسياسة الايرانية واخرها التعاقد مع حكومة كرواتيا : ليتم تصنيع سفن لهم ، وبهذه الطريقة يتم تشغيل 30000 عامل في مصنع السفن الكرواتي ، وبذلك تتمكن العناصر الايرانية من حرية التنقل حيث يتم هذا التنقل بسلاسة من غير ان يثير الريبة والشك
وفي البوسنة توجد العديد من دور النشر الايرانية او المملوكة لحلفاء ايران من شيعة العراق ولبنان والخليج حيث تقوم هذه الدور بطباعة الكتب والمجلات التي تخدم النظام الايراني لذا من الطبيعي ان تجد كتب الخميني موجودة في المكتبات العامة البوسنية ، كما اعتمدت دور النشر علي نشر الكتب التأريخية بعد ان يقوموا باقتطاع اجزاء مهمة من الاحداث واضافة اخرى تتلائم مع الفكر السياسي الايراني ووضعوا جوائز يحفظ هذه الكتاب المنقوصة ووزعت المسابقة في جميع أنحاء البوسنة ، دور النشر توزع سنويا الالاف من كتب الشيعة المطبوعة في ايران وصور الخميني وصور خامئني وكتابة عبارات مثل روح الله تحت صورة الخميني واستعطاف قلوب المسلمين بنشر القضايا الإسلامية المختلفة مثل قضية فلسطين
يذكر ان الحكومة السابقة في البوسنا كانت تحارب التشيع لكن الحكومة الحالية قامت بتغير مفاجئ في موقف الحكومة البوسنية وبسماحها ببناء الحسينيات الإيرانية وما يتبعها من أنشطة ثقافية واقتصادية ودينية واسعة بعد أن كان ذلك شبه مستحيل عليهم .
ما تقدم جزء بسيط مما استطعت رصده بالمساعده مع جمعيات شبابية بوسنية والصديق العزيز الصحفي محمد عمر اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق