السبت، 9 أغسطس 2014

محمد العرب يكتب .. أمي : غربان المالكي اغتالت ذكرياتنا




لم تعد الايام تجلب اقدامها على ذات الطريق الذي سرنا به يوما , كانت امي رحمها الله تحث الخطى وتمسك بيدي لكي ترجع مسرعة الى المنزل نبدأ مشوارنا من مسجد الرجل الطيب محمد الفياض رحمه الله لكي يصافحنا محيا سوق (النزيزة) في منطقة البزارة الحي الذي يقع في قلب مدينة الفلوجة ويقع في قلبي ايضا..
كانت تخبرني بان هذا الرجل رحمه الله كان ﻻ يخلو جيبه من المناديل الملونة والتي تحتوي على حلوى فاخرة وكا يصافح الناس لدى مروره ويعطي من استحق منهم دون ان يثقل على السائل بالاسئلة ، كانت رسالة ذلك الرجل الصالح بسيطة ومؤثرة ....ابتسامة ومنديل ودعاء .
مازلت اتذكر انفاس امي وهي تروي لي كل يوم قصة عن كرم هذا الرجل حتى اجزمت عندئذ بان هذا الرجل امتدادا للشرب الاول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كانت امي تحب الصالحين وتتقرب الى الله بالدعاء على ان يرزقها الله المزيد لكي تنفق و كان الفضل لله اذ سجلت اسمها في سجل المنفقين .
رحلت أمي فاستكثر علينا المالكي ان نستذكرها في نفس الاماكن و ها هي غربان المالكي تقصف ذلك المسجد الذي كانت أمي غفر الله لها تحدثيني عن صاحبه المحسن ، امي التي كانت تعوضنا غياب الاب الذي كان يقارع في ثمانينيات القرن الماضي ايران وغربانها ، ستحزن كثيرا لو علمت ان الاماكن التي كانت تحبها اصبحت اثر من بعد عين
امي رحمها الله رحلت يوم 18 من شعبان الماضي قبل اقل من شهر على اعتداء غربان المالكي على مسجد الفياض في الفلوجة .
ماتت امي رحمها الله ولم تحزن على هذا المسجد لتورث حزن الذكرى والفراق والاعتداء لابنها الذي كانت قدماه تضرب احداهما بالاخرى لكي نرجع مسرعين الى البيت.
كنت انا ذلك الطفل الذي يعجل بخطواته كي يلحق بها لكنني لم الحق بها وما لحقني اليوم هو اعدام لذكرى رجل عاش ليرى ايران في منتصف احلامه.
كان ابي في الجبهات يقاتل لكي لا تصل ايران الى هذا العمق وكانت امي تروي لي بان الخير في مدينتنا معلق بالاذيال ...
انا كنت صغيرا امشي اسمع الحكايا اتصورها لكن لم يخطر في بالي يوما ان ايران تقتل حتى ذكريات الصغار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق