السبت، 9 أغسطس 2014

محمد العرب يكتب : في رثاء العروبة ...اربعة صبية ... في منامي






لي مع العرب حكاية ..لايمكن ان اصنفها بالسعيدة ..لي مع العروبة جروح لم تنفع معها كل الضمادات الطبية...حكايتي مع العرب والعروبة يرويها لكم اربعة صبية...
اربعة صبية ومن دونهم جوقة من الاطفال الذين لم اخاطب , اربعة صبية باربع لهجات , رحماك يا رب ماذا حدث !!
في طرقات مدينة بائسة يعبث فيها الدمار ...
وعلى مشارف قرية تضج بزفرات الاحتضار....
وعلى اعتاب اخرى لا ليلها ليل ولا نهارها نهار ...
وبالقرب من النهرين طفل يشكو من سوء الجوار ....
واخر يغازل بحجر من الاحجار وفي نهاية المطاف طفل ياخذه الفيضان .
اربعة صبية لم اصادف بفقههم قط
ولما ارى مثل حججهم لانها كانت مثيرة
كما ولم اشعر بسعادة قط لدى سماعي لهم اذ كانت حكاياهم مريرة
اربعة صبية باربع اثواب مختلفة ما يميزها فقط انها خيطت بخيوط عربية وبماكنة اجنبية .
اربع لهجات اخذت مني كل اذن واصغيت جيدا لما بثته من شكوى وشكواهم تقرع باب السماء .
- الصبي الاول
بملابسه من اليمن الذي كان سعيدا وخنجره المعقوف الى بطنه وكأنما قدر له ان يغتاله من يسكن في بيته .....
قال يا عم نعم الرجال رجال اليمن
فيها صنعاء وعدن
لن نشكو من غدر الزمن
ولن نقول لكم كان بين تلك الحدود وطن
عماه ...هذا القدر ...لن يقلل من وقعه حذر
اضعنا في خرائطنا الضمير ...بريء من قلوبنا الحجر
ياكل من زادك ويشرب من مائك ويختطف بالموت اباك
هل هو شريك بالوطن ام انه وكيل للهلاك ؟
عماه نشكو لله القلوب الفارسية ...بلسان عربي هدموا اليمن السعيد
جئت لارى الصحب لانني سمعت مؤخرا بان هنالك هياكل عربية بقلوب اسرائيلية .
لم اجبه ببنت شفه واحدة , صدمني هذا الصبي
-الصبي الثاني
بعدها جر يده صبي اخر كان يقف على مقربة منه يرتدي لباسا اعرفه
فقال مخاطبا الصبي اليمني :
لا تخبر احد بما دهاك ....
لن يسمعوا الى نداك ...
اخبرتك اكثر من مرة بان لن يعالج الوضع سواك ...
اخبرته : مهلا يا صبي , لمَ لا تصل على النبي لم يخبرني هذا اليمني الكريم بسر اطلاقا .
قال يا عم انا من العراق بوابة العرب الشرقية .....بحكومة فارسية ...
يُقتل الاطفال فيها ان حملوا تلك الهوية ...
فيها براميل تطير و قصف ليلي ومن دونه مدفعية .....
تغير الطائرات علينا ليلا لان بيننا عمر وعثمان وعلي ...
يريدون ان ينقذوا عليا منا ونحن احق بعلي ....
اولئك الذي يقاتلونا مرضى....
ان لم يفعلوا ما يؤمروا فطهران عنهم لن ترضى ....
يا عم ان العرب باعونا في لحظة ...
فلماذا يجبر هذا الصبي من اليمن على ان يحدثك بشيء عن ايام المحن !!
اطرقت راسي وسائلت الله ان اتماسك .
-الصبي الثالث
جاء الذي لا اشتهي سماعه
طفل صغير مردود البضاعة
عرفته , نكرته , الفته, جهلته ...
لا اعرف ماذا حدث
اطرافه مبتورة
اسنانه مكسورة
لم يبتسم لكن الوجع رسم تعابير ثقيلة فبان مبسمه
مخاطبا الصبيين الاخرين , ما خطبكما ؟ ومن هذا العم المترف ؟ ومن اي بلاد الله جاء ؟
يبدو انه لا يعرف الاخبار ...
لانه منشغل بكثرة الاسفار ...
سمعت حديثه معكما لا ضير ان اخبرته بكلمات بعدها ننصرف الى بعض شأننا ,
عماه ما الذي حملك الى هنا ...
هذه بلاد غنية بالموت وانت لا تبحث عن هذا الغنى ...
فيها حاكم بعيون خضراء ....
يحب مشاهد الاشلاء...
يطمئن لتجارة النساء...
يحلف برأس روسيا و يغفو بحضن الشيطان
يا عم .....
منذ اربع سنوات خلت....
وبلاد الشام بالموت اشتعلت....
كثير من الانفس استشهدت....
الكثير من الثكالى انتحبت....
رجال اوصالها تقطعت....
عجائز اهينت وبالمدرعات دهست....
فلماذا اتعبت حالك واتسخت في مشوارك ثيابك
الحال لا يسر و يا الله مالنا غيرك يا الله .
-الصبي الرابع
ليس ببعيد من هؤلاء الفتية الذين ارسلوا الى وجداني صواعق ماحقات ...
كان هنالك صبي يلعب بحجارة و يضع على جرح يده اليمنى كوفية بيضاء معفرة بدم احمر
قال اما انا فقد عرفتك وعرفت الصبية الذين خاطبت ....عندما كنت في عامي الثالث وانا اذبح وانتم تتناقلون الاخبار على شاشاتكم جرح وقتل واستشهد طفل فلسطيني , مازالت حجارتي بيدي لانني كنت مؤمنا بان الله لم يخلق عبثا هذه الحجارة بها تختبر عمق الماء وبها تبنى الحضارة , بها تطرد الكلاب ومنها تبنى في بلدانكم سفارة , منها اصنع خطوط دفاعي واركم بعضا منها على ميحط المزرعة لان الخنازير يعبثون بالمحاصيل وانا على الارض مؤتمن ...
انا علمت ان نهضت شعوبكم وجدث ثلاث سياط احدها سوط حكومة موالية لايران , والثاني ايراني صنع في طهران والاخر صهيوني لا يحتاج الى برهان .
لم اتحدث الى غيرهم , لكنني اخال نفسي اني لمحت صبي مصري واخر ليبي فاحدهما قال لم يحسن حسني اما الثاني فصاح لم يعمر معمر ...
انتهى الحوار عند الفجر وقت الاذان وفي القلب شغف لمعرفة ما يحصل في السودان , مسكين يا وطني العربي فابنائك بين قتيل وجريح ومشرد واخر يجرفه الفيضان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق