السبت، 6 أكتوبر 2012

أذرع الموت الإيرانية

ما أبطأ تحرك العالم عندما يتعلق الأمر بالنشاط الإرهابي والتخريبي الإيراني، وما أسرعه عندما يتعلق الأمر بتطور الأحداث في العالم العربي، سرعة التصريحات الأمريكية والغربية في أي موضوع يخص العالم العربي وتباطؤها عندما يتعلق الأمر بإيران وإرهابها يذكرني بالمثل الشعبي العراقي (أبوي ما يقدر إلا على أمي)..
وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية؛ يعتبر فيلق القدس الإيراني الإرهابي المسؤول عن فرع العمليات الخارجية لقوات الحرس الثوري الإيراني، وهو الآلية الرئيسة للنظام في رعاية ودعم الإرهابيين في الخارج الذين يشكلون جزءاً من مشروع تصدير الثورة القديم المتجدد، وقد صنفت وزارة الخزانة الأمريكية فيلق القدس على أنه “منظمة إرهابية عالمية”، وقامت بتجميد أرصدته بموجب قوانين السلطات القضائية، وفرضت حظراً على تعاملاته مع أطراف أمريكية وأخرى غير أمريكية، كما اتخذت إجراءات ضد العديد من المسؤولين الكبار في فيلق القدس؛ ومنهم قائد التنظيم قاسم سليماني، لكن التمويل المالي لفيلق القدس الإرهابي لا يزال مستمراً بسبب تعاون العشرات من الشخصيات العربية، ولأن قادة التنظيم سيجدون متبرعين في العراق ولبنان وسوريا والخليج العربي للعب دور الوسيط المالي الخارج عن الرقابة الأمريكية، مما يسهل عمل هذا الذراع الإرهابي على نطاق عالمي؛ حيث يمتلك إدارات منفصلة لإدارة عملياته الإرهابية في العراق ولبنان وفلسطين والأردن وأفغانستان وباكستان والهند وتركيا وشبه الجزيرة العربية، خصوصاً دول الخليج العربي، والدول الآسيوية ودول الاتحاد السوفيتي سابقاً والدول الأوروبية وأمريكا الشمالية وشمال أفريقيا.
وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية فإن منظمة حزب الله اللبنانية الإيرانية هي أكبر مستفيد من الدعم المالي والتدريب والأسلحة من إيران، وقد ألمحت القيادة العليا في إيران إلى منظمة حزب الله كنموذج لجماعات مسلحة أخرى تنتشر بشكل مستتر في الخليج العربي واليمن والعراق وسوريا ومصر وفلسطين بحسب مصادر صحفية عديدة.
في شهر أكتوبر 2010، احتجزت قوات الأمن النيجيرية سفينة أسلحة إيرانية في ميناء لاغوس، وقد قادت عملية مصادرة السلاح إلى اعتقال ضابط في جيش القدس يشتبه بقيامه بتسهيل عبور السفينة، وفي شهر نوفمبر الماضي رفعت نيجيريا تقريراً إلى الأمم المتحدة حول الحادثة بسبب الحظر الدولي المفروض على نقل الأسلحة من وإلى إيران، وعلى أثر هذه الحادثة قطعت كل من غامبيا والسنغال علاقاتهما مع إيران.
إذاً أذرع الموت الإيرانية ليست في أمريكا الجنوبية فقط وليست في العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه؛ إنما في أفريقيا أيضاً، حيث حدثني أحد الزملاء الصحافيين الطوارق أن إيران تسعى بشكل حثيث للتواصل مع الطوارق، إلا أن المنهج السلفي للطوارق يجعلهم بعيدين نوعاً ما عن التوجه الإيراني، لكن زميلي الطوارقي يقول إذا استمرت إيران بضغطها ومع انعدام مصادر تمويل أخرى للحركات الإسلامية المتشددة في الصحراء الكبرى وأفريقيا فربما تصبح هذه الحركات جزءاً من المشروع الإيراني.
لا أفهم شخصياً ماذا تنتظر أمريكا إذا كانت فعلا جادة في محاربتها الإرهاب كما تزعم؟ ماذا ينتظر أوباما وإيران تعلن على رؤوس الأشهاد وفي كل المحافل أنها قوة شر وأذرع الموت تمتد منها إلى عواصم عربية وغير عربية مهددة بالويل والثبور لكل من لا ينضوي حباً أو كرهاً تحت لواء الموت الذي ترفع إيران لواءه باسم الإسلام، والإسلام من كل متطرف براء.

أمنية متشردة في جنيف

المتشردون أو (الهوم لس)؛ كما يتم وصفهم في أدبيات حقوق الأنسان المخادعة، ظاهرة تنمو بسرعة وأسبابها كثيرة ومتشعبة. بعض تلك الأسباب تعود إلى تصرفات المتشردين أنفسهم والبعض الآخر بسبب انعدام العدالة الاجتماعية، لذا أصبح منظر من يفترشون الأرض ويلتحفون ملابسهم البالية ويقتاتون من القمامة والفضلات أمراً مألوفاً في العالم، وإن اتسعت هذه الظاهرة في الغرب الذي يدعي رعاية حقوق الإنسان بشكل أكثر من باقي بقاع (المخروبة).
الظاهرة المؤلمة انتشرت أيضاً في الدول العربية بشكل متفاوت الحجم والتأثير، وهي نتيجة ظروف اجتماعية سيئة واقتصادية قاهرة؛ إلا أن العرب بما يتمتعون به من شفقة ورحمة فإن الكثير من هؤلاء المتشردين تتم مساعدتهم بطريقة أو أخرى، وهم على كل حال أفضل حالاً من غيرهم في الغرب ولسنا هنا بصدد دراستها.
أثناء تواجدي في جنيف شاهدت الكثير منهم، وعلى مقربة من مبنى مجلس حقوق الإنسان، ولا يبدو أنهم يشكلون فارقاً في ميزان حقوق الإنسان الأعوج الذي يميل أينما تميل مصلحة الدول العظمى، عشرات المتشردين يفترشون الضفاف العشبية لبحيرة جنيف الساحرة، حيث يمر بهم الأغنياء والسواح وهواة رياضة الجري دون أن يفكر أحدهم بطرح سؤال أو إيجاد إجابة إلا ما ندر، ربما لأن الأمر لا يعنيهم، متشردة واحدة نطقت بكلمة واحدة جذبت انتباهي من بين عشرات المتشردين في جنيف ممن مررت بهم أثناء الذهاب والإياب إلى مجلس حقوق الإنسان، متشردة واحدة قررت أن أُجري معها حواراً إنسانياً بعيداً عن عدسة الكاميرا، متشردة واحدة من بين عشرات الذين يفترشون الأرض ويقضون معظم يومهم في الشوارع ولا يوجد لهم بيت يأويهم أو وجبة طعام دافئة تنعش أمعاءهم، متشردة واحدة من بين عشرات غيرها أدمنوا جو جنيف المتقلب بين مطر وشمس مرتدين نفس الملابس الرثة في الصيف والشتاء.
اسمها مريم؛ وهي ابنة أحد خبراء النفط العراقيين في السبعينات، وصل أبوها المسيحي العربي وأمها المسيحية الكردية إلى روسيا عندما كان الاتحاد السوفيتي، حيث حصلت العائلة على جواز السفر الروسي الذي اكتسبته مريم بالولادة، لكنها قررت بعد بلوغها سن الرشد أن تعود للعراق وتحصل على أوراق ثبوتية عراقية، لأنها بصراحة؛ إما وطنية حقيقية أو مجنونة حقيقية، رفضت السلطات العراقية قبل الاحتلال منحها حقها المستحق، وكذلك رفضت السلطات بعد الاحتلال، لذا تضحك قائلة لا صدام العربي منحني الجواز من أجل أبي العربي ولا الطالباني الكردي منحني الجواز من أجل أمي الكردية، رحلة مريم مع الحياة أسفرت عن زواج لم يدم طويلاً وابن سويسري يعمل مهندساً في الخليج العربي لا تعرف له مكاناً أو وسيلة اتصال، وابنة متزوجة من فنان تشكيلي بلجيكي وتعيش مع زوجها وأطفالها في بلجيكا ولا تعرف لها سبيلاً أيضاً، بينما انتهى المقام بمريم العراقية والروسية والسويسرية إلى وضعها الحالي كمتشردة تجيد اللغة العربية والكردية والروسية والإنكليزية والفرنسية وتقتات فتات موائد المطاعم.
مريم استوقفتني بكلمة عراقية لا يقولها إلا أهل بغداد، وهي كلمة (باوع) وتعني انظر أو شاهد، قالتها عندما مررت بها وأنا أتحدث عبر الهاتف، أنهيت المكالمة على عجل ليكون لي معها هذا الحوار. فقلت لها: هل أنتِ عراقية؟، فقالت: نعم عراقية من بغداد وأحمل جواز سفر سويسري وروسي، وأخبرتني بعد شد وجذب عن حكايتها وعقوق أبنائها، بعد ساعة من الحديث غير المترابط ولا المتسلسل قالت لي أريد أن أدفن في العراق؟ فقلت لها وما الفرق يا مريم؟ فأجابت بلهجة بغدادية حازمة لأنه تحدي؛ فإن منعني قانون الأرض من العيش في العراق فعلى الأقل عندما أدفن في العراق أكون قد انتصرت عليهم بقانون السماء.
هذه حكاية مريم وعلى السفارة العراقية في البحرين إيصال هذه الرسالة إلى الرئيس الكردي أو رئيس البرلمان العربي أو حتى رئيس الوزراء.

شاهدت في جنيف

هذه مشاهدات من جنيف أوردها لكم بلا تفاصيل..
- شاهدت ماذا يفعل القتيل عندما يشاهد سكين القاتل؟ عندما انتفض الناشط الأحوازي البريطاني أمجد طه الكعبي بوجه المدعو قاسم الهاشمي وهو يحمل صورة يظهر فيها الهاشمي وهو يقبل رأس قاتل الأحوازيين أحمدي نجاد.
- شاهدت ماذا يفعل المواطن عندما تتعرض سمعة بلده للإساءة؟ عندما ثار الصحافي الكويتي مشعل النامي بوجه عبدالحميد دشتي الذي أساء للكويت عندما تعمد إهانة مكون من مكونات الخليج العربي وهو أهلنا البلوش الكرام.
- شاهدت كيف يتم استخدام العقل بعيداً عن العاطفة؟ عندما سمعت كلام المواطن البحريني خالد الأمين يتحدث عن مستقبل البحرين، فيما إذا أصر البعض على الاستمرار في تعطيل مصالح البلاد والعباد بالتظاهر في المناطق التجارية.
- شاهدت كيف يقف عالم دين في مقتبل العمر يفند أكاذيب ديناصورات الطائفية؛ إنه الشيخ عبدالله المقابي.
- شاهدت كيف تقف المنظمات الأهلية في جنيف متسلحة بحب البحرين لتوضيح حقيقة الوضع في البحرين.
- شاهدت أناساً يدّعون أنهم نشطاء حقوق الإنسان وهم يقمعون حرية الإعلام ويصادرون حق الآخرين بالتعبير، بل ويختلفون مع شركائهم في المعارضة لأنهم يريدون أن يتقدموا الصفوف؛ إنها مريم خواجة.
- شاهدت امرأة أشجع من الرجال؛ إنها الحقوقية منى هجرس، التي أوقفت الهاشمي و«الشبيحة” المرافقة له مثل التلاميذ يستمعون لطرحها الرصين.
- شاهدت مواطناً يبكي فرحاً لأن العالم عرف حقيقة الوضع في البحرين؛ إنه جهاد أمين.
- شاهدت نقابي يعرف أدوات الطرح والنقاش وتبادل الآراء؛ إنه علي البنعلي.
- شاهدت شابة أكثر حكمة من معارضين يملأ الشيب شعرهم؛ إنها فاطمة صلاح الدين.
- شاهدت في جنيف خلية نحل تعمل؛ إنهم فريق تلفزيون البحرين.
- شاهدت قانونياً يعرف كيف يعترض بالقانون ويتكلم بالقانون؛ إنه عبدالجبار الطيب.
- شاهدت مواطنة بحرينية تفتخر بالبحرين وتعرف كيف تدافع عن مكتسباتها؛ إنها روضة العرادي.
- شاهدت إعلامياً محترفاً يعرف من أين يتم تناول الخبر؛ إنه مؤنس المردي.
- شاهدت شخصاً سكراناً في مبنى الأمم المتحدة؛ إنه عبدالحميد دشتي.
شاهدت وشاهدت وشاهدت.. لكن أجمل ما شاهدت أن يعرف العالم الحقيقة التي عاهدت الله أن أنقلها لكم بلا رتوش ولا زيادات، نعم البحرين ليست جمهورية أفلاطون الفاضلة؛ لكنها بالتأكيد ليست كما يريد البعض تسويقها.

السبت، 15 سبتمبر 2012

عذراً يا رسول الله.. لسنــا أهـــلاً لنصرتــــك

كل الأمم التي من حولنا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، على اختلاف عمقها الإنساني والتاريخي والحضاري، استطاعت عبر تعاقب أجيالها أن تسوق الكثير من الرموز، وأنصاف الرموز، لتوصلهم إلى ثقافتنا، وإلى عقلنا الباطن، باعتبارهم قيماً إنسانية كوننا مستهلكين سذجاً طبعاً.
أمم أقل منا ثقافة، وأقل منا حضارة، وأقل منا عمقاً على الصعيد التاريخي والإنساني والأخلاقي، استطاعت أن تصنع لنا رموزاً حسب الطلب، لتسوقهم لنا، وتفرض علينا احترامهم وتقديرهم وتقليدهم، بل ويتباهى علينا بهم، أشخاص عاديون لا يتميزون بأي شيء، استطاعت شعوبهم أن تسوقهم وتجعلهم قيمة مضافة إلى هذا الكون الفسيح، بينما فشل المسلمون في جهات العالم الأربع، وبجميع مذاهبهم وأطيافهم وتوجهاتهم، وفي مقدمتهم العرب، من نقل الانطباع الحقيقي والصادق والشفاف لعظمة سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نعم فشلنا في أن نوصل للعالم الآخر قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وتاريخ رسولنا العظيم، وصفاته الكريمة، وإنجازات رسولنا الأمين وسمحنا لهم أن يتطاولوا على ديننا ورسولنا وتاريخنا ورموزنا، بسبب ضعفنا وإقبالنا على الحياة بشكل غريزي مريض، وانبهارنا الأعمى بالحضارة الغربية المشبوهة.
كنت في في أحد الأيام أزور بلداً أوروبيا فيه قلعة عمرها 200 سنة، فجلس صديقي منبهراً بها وبالغ في وصفها، فقلت له “يا هذا، لا تنسى أني أنتمي إلى بلد الحضارات”، وأقسمت يومها أن “بهاء وعظمة بيت الله العتيق أروع من هذه القلعة إلى ما لا نهاية من الأصفار”، وقتها قلت “كيف استطاع الإعلام الغربي أن يجعل صديقي المثقف منبهراً بشيء لا يمكن مقارنته بما لدينا من حضارة؟!”.
نفاق الغرب واضح، وتحاملهم على رسولنا العظيم يتجلى بأبلغ صوره في ازدواجيتهم، فكيف يحتفل العالم الغربي المنافق بشخصية “غاندي” الآسيوي مثلاً كرجل سلام مثلاً، ولا يضع إنجازات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل إنجازات البشر قديماً وحديثاً؟
وكيف يحتفي العالم الغربي الأعمى بشخصية “مانديلا” الأفريقي مثلاً كشخصية سلام مثلاً ، ولا يحتفي بشخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي صنع حضارة في قلب الصحراء من لا شيء؟
إن العالم الغربي المريض بجنون البقر، وأنفلونزا الخنازير، والطيور والغربان، والماعز والخراف والذباب والبعوض، أصغر وأقل وأتفه من أن يفهم عظمة خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين.
نعم أقولها بألم وصراحة، نحن أبناء غير أكفاء لدين عظيم، وأتباع غير أكفاء لرسول عظيم، إن استمر بنا الحال في تسطيح أعظم الأديان، واختصاره في المسميات المذهبية والطائفية، فإن الغرب المتخلف والأعمى سيقوم بالإساءة لنا في كل مناسبة، وكلما أراد أن يصنع له أبطالاً من ورق.
رسام دنماركي مغمور يريد الشهرة يسيء لرسولنا العظيم، ومخرج فاشل غير معروف حتى للممثلين كما صرحوا لوسائل العالم، يبحث عن الشهرة من خلال الإساءة لسيدنا الرسول العظيم، طبعاً لا يمكن أن نقول عنهم ممثلين فهم مجموعة من بنات الليل، وأنصاف الرجال والشواذ، جمعوهم من الحانات والمراقص والعلب الليلية، ليجسدوا أدواراً لشخصيات إسلامية عظيمة، وفي مقدمتهم أعظم من مشى على الأرض سيدنا ورسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وأصحابه.
أي لعبة هذه يا أمريكا.. أيها السفير العتيد الذي لا يكف عن الدوران في أرجاء هذه الجزيرة الصغيرة.. ماذا تريد بلادك من رسولنا؟!

الخميس، 13 سبتمبر 2012

«عمر» و«علي»

لدي مشكلة خاصة تؤرقني كأب ورب أسرة، أبحث لها عن حل جذري، ورغم محاولاتي الجادة والصادقة لإيجاد حل نهائي لما أعاني منه، لم يحالفني الحظ في الوصول إلى حل مناسب للمشكلة الطارئة، فقررت أن أشارككم بها، لعلنا نصل سوياً إلى حل، يقفل هذا الباب إلى الأبد، كونه لطالما كان منفذاً لما يهدد استقرار عائلتي بشكل يومي.
يتمتع ابني الأكبر “عمر” بقدرة على الصبر، أحسده عليها، ويتمتع بحكمة تفوق باقي أقرانه، بحسب متابعتي لخط تصرفاته في الرخاء والشدة، لكنه في الوقت نفسه عندما يجد أن الصبر والحكمة لا تجديان نفعاً مع مشاكسات الابن الأصغر “علي”، فإنه لا يمكن توقع ردة فعله، حيث يمكن أن يعلن قانون “السلامة الوطنية” في أرجاء البيت، ويقيم “المحاكم العسكرية” أيضاً إن اقتضت الضرورة لأن “علي” بصراحة “زودها”.
أما ابني الأصغر “علي” فهو يقابل الأخ الأكبر والأحكم والأصبر “عمر” بكثير من عدم المبالاة في بعض الأحيان، بدون أن يقدم مبررات منطقية لما يفعل، بل ويتعمد انتهاج أسلوب التصرفات الطفولية غير المتوقعة وغير المعروفة النتائج، كنوع من التدمير الطفولي، الذي لا ينسجم مع شكل البيت الذي أحلم به، وأقاتل من أجله، بل إن “علياً” أخذ يهدد في الأونة الأخيرة بفوضى عارمة، تأكل الأخضر واليابس، مهدداً باستهداف استقرار البيت قائلاً إنه “لم يستخدم إلا جزءاً يسيراً من طاقته الطفولية التدميرية”، مضيفاً أنه “يسعى لتغيير نظام الحكم القائم في العائلة المتمثلة بالإطاحة برب الأسرة”، بل ويزداد الأمر وقاحة عندما يصرخ “علي” بوجه أفراد العائلة بأنه “سيستعين بأفكار خارجية ودعم لوجستي خارجي قاصداً أجندة “توم و جيري” الطائفية بطبيعة الحال، أو ربما أجندة “السنافر”، و«شرشبيل” الديكتاتورية، دون أن ننسى سلاحف النينجا، ودورها في ضرب استقرار غابة الأقزام إحدى أساطير بلاد الشام”.
المشكلة الحقيقية تكمن أن العائلة تعيش حالة من عدم الاستقرار، بعد أن تعطلت الكثير من مشاريعها وأحلامها، كما إن جميع قرارات البيت المصيرية لا تأخذ الوقت الكافي للدراسة والتمحيص، بسبب تفرغ أفراد العائلة لإيجاد حلول متعاقبة لمشاكل “عمر وعلي”، التي تبدو إنها ستستمر طويلاً بلا هدف واضح.
أفراد العائلة وبسبب الوضع غير المستقر الذي خلقه الابن الأصغر “علي”، أصابتهم حالة من عدم الوضوح في الرؤى والأهداف، فالبنت الكبرى “لينة” تميل لأخيها الأكبر “عمر” وتنصره بلا تفكير، بينما أخذت البنت الأصغر “مأرب” موقفاً متزمتاً جداً يدعم “علي” وتصرفاته، ومن ثم ازداد الأمر تعقيداً عندما قررت البنت الوسطى “رحمة” أن تعلن نفسها معارضة بأجندة مختلفة تميل مع “علي” تارة وتنتصر لـ«عمر” تارة أخرى.
أنا شخصياً اتخذت عدة قرارات تتراوح بين حرمان “علي” من المصروف وشراء الحلويات، وبين تعنيف “عمر” ومطالبته بالمزيد من الصبر والحكمة، لأن الأكبر عمراً يجب أن يكون الأكثر تجربة وحرصاً على استقرار البيت، كما تحدثت بشكل مطول مع “لينة” التي يبدو أن دراستها في مدرسة الإيمان في مدينة عيسى أضافت لها مفاهيم جديدة في تسويق الأفكار الداعمة لـ«عمر”، بينما لم توضح “رحمة” التي تدرس في مدارس الفلاح في المحرق آفاق معارضتها، ولم تطرح حلولاً واضحة المعالم، لاسيما وهي ترفض أغلب تصرفات وتصريحات “علي” الذي لا يكف عن تهديدنا بـ «توم وجيري” و«سلاحف النينجا”.. “وهيك المشكل تعقد كتير”.
قررت أن أستشيركم بصدق وأمانة، لأنه ما خاب من استشار، وأرجو أن لا تستكثروا علينا النصيحة، لأن الدين النصيحة، كما إن رب الأسرة عليه أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما أفعله رغم عدم موافقتي على أفعال “علي”، أو حتى حالة الغضب التي تعصف بمخيلة “عمر”، وأنتم تعلمون أن سلامة وتماسك العائلة أهم بكثير من شطحات “علي”، أو نفاذ صبر “عمر”، أو أفكار “رحمة”، و”لينة”، و”مأرب”، والله من وراء القصد والغاية.

تغريدة
ما أصعب التعايش مع أصحاب الأهداف المتغيرة، لأنهم لا يحترمون مبادئ الشراكة، ويحاولون أن يديروا دفة السفينة إلى حيث مصالحهم، بل ويدعون غير ذلك.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

حبيبتي المحرق

ها أنتِ تضعين اليوم تاج التميّز كما عهدناكِ حبيبتي، وها أنتِ اليوم تجعلين خبراء الأمم المتحدة يقفون عاجزين أمام حُسنك وبهائك، فلا يجدون سبباً واحداً يمنعهم من منحكِ قلادة التميّز، مبروك يا حلوة، تاج الفخر الجديد، وإن كنتُ أعتقد أن الأمم المتحدة هي من تتشرف بكِ وليس العكس، مبروك يا جميلة، فوزكِ المستحق، فأنتِ المحرق بلا ألقاب ولا نعوت واسمك يكفيكِ حبيبتي.
54 دولة في قاموس رحلات عاشقكِ الصغير محمد العرب، و20 سنة من الترحال المرّ بين الموانئ والمطارات، ولم تعلق في مخيلتي ووجداني إلا القليل من المدن، وأنتِ بلاشك في مقدمتها، أنتِ يا حبيبتي المدينة الجميلة، التي لا أتعب من الضياع فيها، بل وجعلت الضياع في “فرجانكِ” أجمل هواياتي، وأنتِ يا معشوقتي المدينة الوحيدة التي لا أخجل من البكاء أو الفرح في حضرتها، وأنتِ يا حلوتي المدينة الخالدة التي أتمنّى أن أُدفن فيها، آه يا محرق لقد كانت قصتي معكِ قدَرية، لم أخترها ولم أسعَ لرسم ملامحها، ولا ضير من تذكيركِ بها حبيبتي، أتذكرين يا محرق المجد اللقاء الأول بيننا؟، نعم بالتأكيد تذكرين ذلك، فالمدن العظيمة لا تنسى عشاقها، أتذكرين عندما كنتُ أترجَّل قبل سنيين طويلة من سلم الطائرة في مطار البحرين، وكانت عقارب الساعة حينها تُشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل؟، ومن حُسن الحظ كان سائق سيارة الأُجرة أحد عشاقكِ القدامى، فقال لي “هذه هي المحرق هل سمعتَ بها سابقاً”، قلتُ له “نعم لكنّي لأول مرة أراها”، توقفتُ عن الكلام حينها قبل أن أقول له بعفوية “لكنّها أروع بكثير مما حكى لي عشاقها”، فضحك الرجل قائلاً “الجميع يقول هذا عندما يشاهدونها أول مرة”، الرجل كان كريماً مثلكِ تماماً، وكيف لا وهو أحد أبنائك لذلك لم يتردد في القول: “ما رأيكَ أن نتناول العشاء في أحد مطاعمها الشعبية القديمة؟”، فأعلنتُ الموافقة بلا تردّد لأنّي كنتُ حينها تحت سيطرة حُسنكِ أيتها الأبيّة، وفعلاً حدث اللقاء الأول مع مفاصل حُسنكِ حبيبتي، لقد تشرّفتُ بالمشي في “دواعيسكِ” لأول مرة، وكنتُ أشعر حينها كما يشعر ويتمنّى الأطفال، نعم كنتُ أتمنّى وقتها ألا يراني أحد حتى أركض حافياً بين “دواعيسكِ وفرجانكِ”، لأتنسم نسائمكِ العطِرة، في ذلك اليوم أيتها الحلوة أصبحتُ عاشقاً صغيراً يُضاف إلى طوابير عشاقكِ وقرّرتُ أن أسكن فيكِ، وقرّرتُ أن أُحبكِ كلَّ يوم أكثر، وأن أكتشف حُسنكِ كلَّ يوم أكثر، ومنذ ذلك اليوم، وأنا أشعر بسعادة عندما أستيقظ على عبق عطركِ، الذي يجعل عواطفي تتدفّق متأججة، وأشعر كلَّ صباح وكأنني أجلس معكِ، وآخذكِ بين راحتي، لأستمدَّ منكِ دفئاً مُثيراً يجعلني أتمنّى الانصهار معكِ، حتى أصلَ إلى إدمانكِ حتى الارتواء، حبيبتي المحرق، أعلمُ أني لستُ العاشق الأول، ولست العاشق الأخير، وأعلمُ أني لست بحجم بهائكِ وجمالكِ، وأعلمُ أن عشاقكِ ممن أبصروا النور في رحابكِ، أكثر أحقيّة مني في مديحكِ، لكنّي أعلمُ أيضاً أن أهل المحرق، لا يمانعون أبداً في أن يكون لهم شركاء في عشقكِ، فأنتِ اليوم إحدى المدن الخالدة .
أيتها الجميلة، لن أعدل فيكِ وصفاً، لا في الشرق ولا في الغرب، فـ«دواعيسك” مملكةُ عشقي، وعشقي لك عشقُ صبّ، والحكايةُ معكِ تطول ولا تتلاشى في الذروة، أن حبّي يا محرق لم ولن يكون نزوة.
هذه رسالة من قلبي إلى من أحبَّها قلبي.

الجناح البحريني في نابولي الإيطالية

نعم يمكن أن أقولها بفخر وسعادة بأن جناح البحرين كان الأبهى والأجمل والأكثر غنى واستقطاباً للزوار بين الأجنحة العربية والآسيوية في المنتدى الحضري العالمي التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “هابيتات” في مدينة نابولي الإيطالية، لأنه عكس بيئة البحرين بأدق تفاصيلها من خلال نقل الأجواء الشعبية بدقة، واعتماد طرق عرض مراحل تطور البحرين وإبراز مكتسباتها بأكثر من لغة وبشكل ملفت، بعيداً عن التعقيد، ولعل من أجمل زوايا المعرض هو ركن التوقيعات التي حملت معها مشاعر فخر من المشاركين العرب ومشاعر إعجاب من المشاركين الأجانب.
قال لي ستيف بروك أحد القائمين على التنظيم في المنتدى إن “جناح البحرين حقق اًعلى زيارة بين الأجنحة العربية والآسيوية، بينما حققت أجنحة دول كبرى زيارات أقل”. هل تعلمون لماذا أحب الناس جناح البحرين؟ الجواب ببساطة لأنه جناح ببصمات بحرينية على مستوى التصميم والتنفيذ والإدارة، لقد نجح أبناء البحرين في جذب الزوار بثقافتهم العالية، وبلغتهم الإنجليزية المتقنة، وابتساماتهم الصادقة.
كل زوار الجناح حرصوا على تذوق القهوة العربية وحلوى شويطر والشاي البحريني، وكل زوار جناح البحرين أعجبوا بقدرة الوفد البحريني على شرح مكتسبات حكومة البحرين بفخر واعتزاز، مما جعل الزوار يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع صور قيادة البحرين، إعجاباً بطريقتهم في قيادة بلد بحجم البحرين، حتى أصبح ينافس الدول الكبرى في مؤشرات الأمم المتحدة للتنمية البشرية والحضرية.
قالت لي رئيسة مركز العمل التطوعي في الكويت الشيخة أمثال الأحمد إني أشعر بالفخر لأن معرض البحرين حقق نجاحا ًكبيراً بشهادة القائمين على المنتدى، إن جناح البحرين هو جناح الخليج العربي، لأن خليجنا واحد، بينما قال لي المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس إن “تجربة دول الخليج العربية في التنمية الحضرية المستدامة تلهم الدول الأخرى الكثير من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية”، كما أشاد كلوس بجائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية التي خصصت لمشاريع التنمية المستدامة في الدول النامية قائلاً “نعم كانت الجائزة دافعاً للكثير من المدن للتحسين من أوضاعها للظفر بالجائزة”، وختم كلامه معي قائلاً “شكراً لسمو الأمير”.
بينما قال لي كبير خبراء الاتحاد الأفريقي الدكتور محمد إسلام إنه “يستعد لنقل التجربة البحرينية إلى الاتحاد الأفريقي للاستفادة منها” مضيفاً أن “120 حدثاً وفعالية جانبية إضافةً إلى 12 مائدة مستديرة وورشة عمل على هامش المنتدى لم تخلو من ذكر الخليج العربي كنموذج ناجح في التنمية البشرية والحضرية”، وهذا دليل نجاح دول الخليج العربي في الوصول إلى المقاييس العالمية للتنمية الحضرية والبشرية، بل وتفوقت على عشرات الدول الكبرى في جهات العالم الأربعة.
توقيع
شاب أمريكي كتب على جدار جناح البحرين “أنتم رائعون فعلاً لم أكن مقتنع بأن للدول الصغيرة عزيمة على مزاحمة الكبار لكنكم فعلتم ذلك”.
اتفاقية
توقيع اتفاقية جديدة بين الأمم المتحدة والبحرين على إنشاء مكتب إقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خطوة موفقة وتدل على ثقة المجتمع الدولي بحكومة البحرين.
حســـم
شكراً حسام بن عيسى لأنك كنت حاسماً ومتمكناً في عرض تجربة البحرين في محفل دولي مهم، كنت أراقب تحركاتك بفرح، لأني كمواطن عربي أفتخر بمن يحمل في قلبه قضية يقاتل من أجلها، وقضيتك هي تقدم البحرين بلاشك.

ما مصير الجندي الأمريكي براندون روب؟

لست ممن يستهلكون الأخبار بدون تفكير أو فرز، لذلك اعتمد في استسقاء الأخبار على أكثر من مصدر، وأخضع تلك المعلومات المختلفة والمتضاربة والمتباينة لمنطق خاص، اكتسبته من سنوات العمل الطويلة الشاقة، في مهنة المتاعب سابقاً، ومهنة العاطلين عن العمل حالياً.
وليس كل ما تروجه الماكينة الإعلامية الأمريكية، يدخل حيز قناعاتي، لأنني بصراحة من الباحثين عن “نظرية المؤامرة” في كل الخطابات الأمريكية، لانعدام الثقة بهذا النظام، منذ أن أقنع العالم أن العراق يملك أسلحة دمار شامل، ولم يقدم الدليل، ولن يقدم، لعدم وجوده أصلاً، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من الأخبار الأمريكية الترويجية يمكن تصنيفها تحت باب “عجائب وغرائب الديمقراطية”، وهي ليست صالحة للاستهلاك العقلي المتوازن.
الكثيرون في مضارب بني يعرب من المنبهرين بأبناء العم سام، ممن استبدلوا ثقافة الخيمة والصحراء، بثقافة رعاة البقر، يتغنون بالديمقراطية الأمريكية، حتى وصل بعض المفتونين بقشور الديمقراطية الأمريكية إلى تصنيفها على أنها “واحة الديمقراطية والحرية” على سطح “المخروبة”.
لكن في الحقيقة يمكن للباحث عن الحقيقة أو حتى المناقش للروايات الرسمية الأمريكية أن يدخل تحت طائلة القانون أو طائلة الجنون، بل ويتم اعتقاله، وقد يتهمني البعض بالتجني ووصف أمريكا بما لا يليق بها، لذلك ما رأيكم أن تسمعوا هذه القصة.
براندون روب جندي مارينز سابق شكك في صفحته على الـ “فيسبوك” بقصة تفجيرات البرجين في 11 سبتمبر 2001، أقول هنا “شكك” والشك كما يعلم الجميع نصف اليقين، تشكيك الجندي السابق أوصله إلى السجن ثم المستشفى، بعد أن اعتقله عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية “إف بي آي” الذين يسهرون على ما يكتبه الأمريكان في الـ “فيسبوك” و«تويتر” والمدونات، وهذه المراقبة الأمنية على الفضاء الافتراضي هي من عجائب الديمقراطية الأمريكية، التي تطالب دول العالم الثالث وفي مقدمتها البلدان العربية والإسلامية بفتح فضاءات الشبكة العنكبوتية أمام الجميع، بينما هي أول من يراقب تلك الفضاءات.
اعتقال الجندي السابق أوصله بعد مجموعة من التحقيقات إلى مستشفى للأمراض العقلية، باعتباره مجنوناً، وصديقنا المجنون ليس الحالة الأولى، فقبله احتجزت كلير سويني في مستشفى أمراض عقلية، وقيل عنها في وقتها إنها مصابة بالهذيان، بعد أن قالت عبر مدونتها أن الحكومة الأمريكية مسؤولة عن أحداث 11 سبتمبر، التي جرت على المسلمين والعرب ويلات الحروب والجوع والتضييق، جراء سياسات أمريكا وحربها على شبح “الإرهاب”.
إن الطريقة المتشنجة التي تعاملت بها السلطات الأمريكية مع المتشككين في الروايات الرسمية لا يمكن إلا أن يورطها أكثر، وأن يعزز بذلك الشكوك، ويثبت في آخر المطاف أن الولايات المتحدة لا تختلف جوهرياً عن أبشع الأنظمة الاستبدادية في مسألة الحريات وحرية التعبير بشكل خاص.
أنا هنا أطالب بمعرفة مصير الجندي براندون روب، عملاً بمبادئ الشراكة التي تعلمناها من راعية الشراكة الدولية الولايات المتحدة الأمريكية.
تذكير
يقول “شوسودوفسكي” وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة “أوتاوا” بكندا إن “هناك سياسة خاصة تتبعها واشنطن وتطبقها حينما تريد التوغل أكثر في أي بلد، وتعتمد هذه السياسة على التعاون مع الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، ويتم تمويل هذا التعاون من قبل مؤسسات أمريكية”.

ماذا تفعل إيران في السودان؟

يقول الخبر في الصفحة الاولى لصحيفة “الانتقاد” التابعة لـ “حزب الله” اللبناني أحد الأجنحة العسكرية لولاية الفقيه الإيرانية، إن مرشدهم علي خامنئي قد اجتمع بـ 300 شاب سوداني يدرسون في حوزة تحمل اسم الخميني في مدينة قم الإيرانية، هذا السطر المفخخ بأكثر من معلومة هو ما يهمني شخصياً. أولا دعوني أعترف أن المعلومة غريبة، وذلك لأنني ورغم كل علاقاتي القوية مع شخصيات سودانية معروفة من المعارضة والموالاة، ورغم زياراتي المتكررة للسودان “الموحد و المجزأ” لم أسمع يوما عن نشاط علني لولاية الفقيه في السودان، إلا أن الأخبار المسربة عبر وثائق دبلوماسية تشير في أكثر من مكان إلى علاقة وثيقة ومتشعبة، حيث تشير المصادر السياسية إلى أن الدولتين حافظتا على علاقات دبلوماسية وعسكرية وثيقة، منذ تسلم الرئيس السوداني عمر البشير السلطة في السودان عام 1989، ويستدل المراقبون على صحة هذه المعلومة بزيارة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في ديسمبر 1991، والزيارة الرسمية إلى الخرطوم رافقه خلالها أكثر من 150 مسؤولاً إيرانياً، وفي تلك الزيارة تعهدت إيران بدفع مبلغ 17 مليون دولار على شكل مساعدات مالية للسودان، وأجرت ترتيبات للمساعدة في دفع مبلغ إضافي بقيمة 300 مليون دولار ثمن أسلحة صينية يتم إرسالها إلى حكومة الخرطوم، وتعهدت إيران كذلك بتقديم مليون طن من النفط سنوياً كمساعدات اقتصادية، وبرزت العلاقة السياسية بشكل لافت عند صدور مذكرة الاعتقال بحق الرئيس البشير، حيث تعتبر إيران من أكثر الدول المساندة للرئيس السوداني الذي يواجه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم حرب اقترفت في إقليم دارفور، ووفقاً لمصادر سياسية مختلفة من ضمنها موقع “ويكيليكس”، فإن إيران تقدم المساعدة المباشرة للجيش السوداني في الحرب الدائرة في إقليم دارفور. وفي عام 2008 وقعت الحكومتان الإيرانية والسودانية على اتفاق سري في مجال التعاون الأمني، الاتفاق يمنح الحرس الثوري الإيراني بموجب هذا الاتفاق الحق في امتلاك معسكرات تدريب تستخدم لتدريب الجماعات “المسلحة”.
آخر الشبهات كانت بعد انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا، حيث أشارت مصادر في الاستخبارات الغربية أن قوات الحرس الثوري الإيراني استولت على عشرات من صواريخ “أرض جو” المتطورة روسية الصنع من ليبيا، وقامت بتهريبها عبر الحدود إلى السودان، وقد استولت على هذه الأسلحة وحدات تابعة لفيلق القدس الذي يعتبر جيش النخبة في قوات الحرس الثوري الإيراني، أثناء سفرها إلى ليبيا من قاعدتها المتمركزة جنوب السودان.
هذه التسريبات تزامنت مع تصريحات الحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن مشاركة أفراد من قوات الحرس الثوري الإيراني وصلت إلى شرق السودان، للقتال إلى جانب الجيش الحكومي في النزاع المسلح الدائر في ولاية كردفان الجنوبية.
وقد أعلنت القيادة الموحدة لمجموعة متمردي دارفور والجيش الشعبي لتحرير السودان حينها أنها أسقطت طائرة إيرانية دون طيار من طراز “أبابيل – 111” من المحتمل أنها كانت تحت سيطرة تقنيين إيرانيين.
هذا رصد سريع لبعض التسريبات التي تثبت العلاقة الوثيقة بين طهران والخرطوم، وبطبيعة الحال فإن دولة جنوب السودان الفتية ستكون مكاناً ملائماً جداً للتواجد العسكري الإيراني الأخطبوطي، لأن دولة جنوب السودان في حاجة إلى كل شيء تقريباً، ولا يوجد نظام يدفع بسخاء من أجل توسيع نفوذه مثل النظام الإيراني.

السبت، 25 أغسطس 2012

منحاز للدجاج في قمة «عدم الانحياز»

يبدو أن الأيام الحلوة للدجاج في إيران ستنتهي قريباً بمجزرة، فبعد أن أصبح الدجاج ينافس الطاووس الفارسي ثمناً ومكانة، حيث يستعصي على الفقير ومتوسط الدخل الحصول عليه أو حتى مجرد التفكير به بسبب ارتفاع سعره، أصبح الآن يذبح بالجملة وبلا حساب، لإطعام وفود قمة حركة «عدم الانحياز» التي تسعى إيران بشكل حثيث لتكسب من خلالها مكاسب دبلوماسية باستضافة القمة التي تضم 120 دولة، إيران المنحازة جداً في تعاطيها السياسي مع العالم الخارجي ستصبح ولمدة ثلاث سنوات رئيسة دورية لحركة «عدم الانحياز» مما قد يتيح لها فرصة تعزيز وضعها الدولي.
شخصياً، أعتقد أن القمة لن تأتي بالكثير، فقمة «عدم الانحياز» عرجاء وربما مقعدة، حالها من حال هياكل سياسية كثيرة في أرجاء «المخروبة» وفي مقدمتها جامعة الدول العربية، إلا أن انعقاد القمة تحت عباءة المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قد يساهم في إيصال رسالة داخلية للشعب الجائع، بأن واشنطن أخفقت في عزل نظام الملالي عن بقية العالم.
وإلى وقت كتابة هذه السطور، لم يعلن جميع رؤساء الدول الأعضاء مشاركتهم في أعمال القمة، بينما أعلن نحو 35 من رؤساء الدول أو الحكومات من أعضاء الحركة أنهم سيشاركون فيها، الدول والحكومات المشاركة تتفاوت في درجة أهميتها، من دول نامية عملاقة مثل الهند إلى جزر متناهية الصغر بمنطقة الكاريبي، وتضم قائمة الحضور رئيس مصر محمد مرسي وهو أول زعيم مصري يزور إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ولا أعرف هل حضور قمة ليست بتلك الأهمية لمصر أكثر أهمية من معالجة عشرات الملفات العالقة في المحروسة حرسها الله من كيد الكائدين، ولكن مرسي رئيس منتخب وهو أدرى بمصلحة بلاده؟
للأمانة فإن على الوفود التي تحضر القمة وتعدادهم 7000 شخص، أن يعرفوا أن الدجاج الذي سيتناولونه يعتبر أحد أحلام المواطن الإيراني البسيط، الذي يعيش بين سندان قمع الحريات ومطرقة الجوع، وعلى كل من يحضر ألاَّ ينسى أن إيران أول بلد في العالم لا يطبق مفهوم «عدم الانحياز»، ولا يطبق الوسطية، وأن الحركة التي أنشئت وتأسست إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال، وفي ذروة الحرب الباردة، وكانت جهود الحركة منذ الأيام الأولى لقيامها عاملاً أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، لا يمكن أن تكون برئاسة دولة مستعمرة ومحتلة للجزر الإماراتية، ولأجزاء من العراق، ولجنوب لبنان وسوريا، وتقمع الحريات لمكونات شعبها، العربية والبلوشية والكردية والتركمانية والآذرية، فأي «عدم انحياز» هذا الذي يتقدمه نظام منحاز حتى النخاع إلى سياسة البطش والترهيب والإرهاب والديكتاتورية؟!
وبصفتها الدولة المضيفة للقمة، سيفتتح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول كلماتها، ونبتهل هنا لله تعالى أن يلهمنا الصبر على سماع تصريحاته الصاروخية، ومن المرجح أن تشتمل كلمة نجاد على عبارات تؤكد حق إيران في الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية، وتدين التهديدات العسكرية للكيان الصهيوني لها، وتشجب احتلال الأراضي الفلسطينية، كذلك سيحاول نجاد دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد كالعادة، وهذه تصريحات مستهلكة، والمقصود منها الاستهلاك الإعلامي ليس إلا. فحق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية لم يكن ليصبح جدلاً لو كان نظام الملالي نظام عاقل وغير متهور ولا يشكل تهديداً لجيرانه والمنطقة، وتهديدات الكيان الصهيوني يقابلها تهديدات أيضاً من نظام الملالي والنظامين في العدوانية سواء، واحتلال فلسطين لعبة قديمة جديدة، تستخدمها إيران لتغطية جرائمها في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي واحتلالها لأراضٍ عربية، ولعل دعم إيران لنظام البعث السوري هو أكبر انحياز وتطرف.
ختاماً، لابد من الإشارة إلى أن التصويت الذي أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين استخدام الحكومة السورية للقوة مع شعبها، وجد أن 70 عضواً من أعضاء حركة «عدم الانحياز» أيدوا المشروع نظراً لأن أعضاء حركة «عدم الانحياز» لديهم سجل طويل من معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية، وهذه الخطوة تعد إظهاراً غير مألوف للاشمئزاز الذي تشعر به الغالبية من عنف نظام الأسد ضد شعب سوريا العظيم.
على أية حال، أعتقد أن إيران وإن كانت تريد تحقيق مكاسب سياسية من القمة، فإنها ستضطر لتجرع مرارة تقبلها لأن تنتهي القمة بإدانة الحكومة السورية، ولعل الضغوط التي واجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عند قبوله الدعوة، وتصريح وزارة الخارجية الأمريكية حين قالت إن إيران ليست «أهلاً» لدور المضيف وستحاول «استغلال المشاركين» أكبر دليل على أن القمة لن تخرج بشيء جديد، وكل عام والدجاج في متناول الشعب الإيراني المسكين.

الجمعة، 24 أغسطس 2012

اسلحة نارية يستخدمها المتظاهرون في البحرين

لاول مرة تظهر اسلحة نارية يستخدمها المتظاهرون في البحرين

عشر ليال على مائدة الشيطان


تغطية العربية للكتاب
في حديثه عن زاوية غير مطروقة في العالم العربي.. باعتبارها من "التابوهات" التي تعرف ولا تحكى.. كتب محمد العرب كتابه الذي يحمل طابعاً أدبياً مع ارتكازه على قصص واقعية موثقة حدثت في صالات القمار في دولة عربية.

يحكي محمد العرب في "عشر ليال على مائدة الشيطان" كيف يسيطر إدمان القمار على البشر فيجعلهم يفقدون حياتهم في مواقف متكررة متشابهة.

وبحسب المتابعين، فإن أكثر ما يشد القارئ هو جمال التشبيهات والصور البديعية التي ينسجها الكاتب في مخيلته، حيث اقتحم عالم القمار في دولة عربية، وحكى من عمق صالاته خبايا ما يدور فيها، وما يهدر على طاولات القمار من ملايين الدولارات مجهولة المصدر.
محمد العرب
 
ورصد العرب في كتابه الجديد عدداً من الحكايات المأساوية لمن سقطوا تحت طاولات القمار، مشيراً إلى أنه أقدم على تلك الخطوة بعدما رأى رجلاً يبكي بشدة، والناس يحاولون التخفيف عنه، وبالسؤال عن السبب عَرَف أنه خسر أمواله التي كان من المفترض أن يشتري بها دواءً لابنه المريض في لعبة القمار، وعندما ذهب ليقترض بعض المال لمعالجة ولده استقبله خبر وفاته.

وهنا قرر الأستاذ محمد العرب متابعة المدمنين على (القُمار) في 10 ليال، جمع فيها 10 تجارب وحكايات؛ مؤكداً أن (القُمَار) واجهة تخفي وراءها الكثير من الممنوعات، ومنها: التجارة بالبشر، وغسل الأموال.

وفي حديث لقناة "mbc" اعتبر العرب العمل الذي قام به نوعاً من أنواع الصحافة الاستقصائية؛ إذ كان يتابع الشخصية ويرى كيف تلعب القمار وتخسر أموالها.

وأكد أن القمار ينقسم إلى نوعين: الأول معلن من خلال كازينوهات موجودة في بعض البلدان، والثاني غير معلن، والنوع الأخير هو الأخطر الذي لا تحكمه قوانين.

وكشف أن لعبة تداول الأموال والقمار هي الباب أو "الفترينة" التي تخفي وراءها عديداً من الأشياء غير المسموح بها، مثل تجارة البشر وغسل الأموال.

وأوضح أنه يستشهد في كتابه بالأقوال الشرعية والاجتماعية ويحلل الموضوع اجتماعياً وسلوكياً، فلم يكتفِ بعرض قصص حية مرت بالتجربة، بل طرح نتائج لدراسات اجتماعية وسلوكية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن ريع الكتاب تذهب للجمعيات الخيرية في البحرين.

ولفت إلى أن إحدى الدراسات التي استعان بها في إصدار الكتاب تؤكد أن أغلب المقامرين مرّوا على الأقل بمحاولة انتحار واحدة

الخميس، 23 أغسطس 2012

مقناص اهل البحرين

اضغط هنا-مقناص اهل البحرين - محمد العرب

عرفت الصقارة لدى الكثير من الشعوب والأمم فقد حمل التاريخ بين طياته تراث هذه الرياضة الزاخرة بالعادات والتقاليد التي قد تختلف باختلاف الزمان و المكان إلا إنها تتفق في ولعهم بالصيد بالصقور

ففي حضارة وادي الرافدين نقلت لنا ملحمة جلجامش السومرية في الإلف الثانية قبل الميلاد نصوصا جلية عن الصيد بالطيور كذلك احتوت أحدى المنحوتات الآشورية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد , معلومات غنية عن ممارسة الآشوريين للصقارة واهتم البابليون بهذه الرياضة في المدة التي أعقبت القرن الرابع قبل الميلاد إذ كان هناك ديوان خاص بالصقور يدعى (( تاكاتايبي )) وكان هذا الديوان في أحدى الأوقات لا يقل أهمية عند البابليين عن دواوين الجيش أو الزراعة كما واختيرت مزارع خاصة للطرائد هي بمثابة محميات طبيعية لها.
إما في حضارة وادي النيل, فقد دلت أشكال وصور الصقور الموجودة في المعابد الفرعونية علي أهمية الصقر وترافقت هذه الصور مع بعض النصوص التي بينت معرفة المصريين القدماء بطرق وأساليب الصيد بالصقور.
وذكر الموروث التاريخي والديني إن نمرود كان صيادا متمرسا في الصيد بالصقور وان النبيين إسماعيل وداود ((عليهما السلام )) كانا علي دراية ومعرفة بالصقارة.
والصقارة لم تكن حكرا على المنطقة العربية وحسب بل نقل لنا بعض المؤرخين ان الصقارة عرفت فى تخوم آسيا الشرقية ((في الصين وكوريا واليابان التي ضمت أضخم تجمعات للطيور الجارحة المستخدمة في الصيد.
فقد ذكرت كتب المؤرخين بأن القائد المغولي جانكيز خان(1167-1227م) كان يخرج في حملات كبيرة للصيد بالصقور, بالإضافة إلى ان الأوروبيين والأفريقيين مارسوا رياضة الصيد بالصقور. حتى انه كان يطلق عليها " رياضة الملوك “ ويعد الملك الروماني فريدريك الثاني ((1194- 1250)) من أعظم صياد بالصقور في تلك الحقبة.
عرف العرب رياضة الصيد بالصقور منذ الجاهلية وروضت الصقور من اجل تسخيرها لمنافعهم, فهي لم تكن وسيله لكسب الرزق بل كانت متعة من متع النفس.
فأعلى العرب من شأن الصيد ( القنص) ومدح القناص على انه رجل لا يأكل إلا من صيد يده فهو بذلك مجال من مجالات الفخر والأنفة. وقد تسامت العلاقة بين العربي و الصقر حتى صار شكلا من أشكال التراث العريق,لذا نلاحظ إن أمراء وفرسان العرب وشيوخ مارسوا الصقارة وتوارثوها أبا عن جد . ولا ننسي بان نذكر مدي افتتان معظم الخلفاء الأمويين والعباسيين بهذه الرياضة ومارسوها بزخم وكتبوا الشعر عنها وضربوا بها الأمثال.
ويذكر بان أول من صاد بالصقر ودربه هو ( الحارث بن معاوية بن ثور الكندي)حيث يحكى بأنه خرج يوما إلى البرية وإذ هو واقف بجانب صياد ينصب شراكا للعصافير انقض صقر على عصفور علق في الشبكة فعلق هو بها أيضا, فأخذه الحارث وأطعمة ودربة وصار يحمله أينما يذهب على يده وعلمه الصيد ومنذ ذلك الحين انتشرت رياضة الصيد بالصقور بين الناس.

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

الحرب على إيران

من يعتقد أن الحرب على إيران لم تقع بعد فهو بلا شك مخطئ، لأنه لا يرى الكواليس والتفاصيل المتعلقة بالحرب الاقتصادية الضروس التي يشنها العالم ضد حكومة نجاد ومرشده خامنئي، الحرب الاقتصادية أكثر الطرق إنسانية لتجنب وقوع حرب نووية في حال تم ضرب إيران عسكرياً، فنظام مجنون مثل نظام الملالي قد يعمد إلى قصف جيرانه بما يمتلك من أسلحة كيمياوية ونووية كرد فعل انتقامي. في عالمنا العربي هناك أكثر من توجه فيما يتعلق بإيران، فهناك من يقول إن إيران لم تحصل بعد على سلاح نووي من تصنيعها، وهنا أتفق مع هذا القول، ولكن بالتأكيد لديها أسلحة نووية من صنع غيرها، وهناك أكثر من دولة مستعدة لبيع جزء يسير من أسلحتها النووية في صفقات سرية مقابل ملايين الدولارات. والنظام الإيراني يملك الكثير من تلك الدولارات، وأعتقد أن النظام الإيراني وعلى رأسه المرشد خامنئي يعتقد ويؤمن بأن شراء النووي لتهديد الجيران أكثر أهمية من شراء الدجاج لإطعام الجياع من الشعب الإيراني المسكين، الذي أصبح أهم أحلامه في عيد الفطر دجاجة مشوية يلتهمها بعظامها.
الحرب الاقتصادية الكونية على إيران تقودها الدول الكبيرة، فقد شددت أمريكا من عقوباتها الاقتصادية على الصناعات الإيرانية النفطية والبتروكيماوية، بل وقامت بمعاقبة البنوك اللبنانية والعراقية التي تتعامل مع إيران، آخرها بنك “إيلاف” المملوك لحليف إيران في العراق أحمد الجلبي، وشخصيات وثيقة الصلة بالحرس الثوري الإيراني، بينما حظرت كندا جميع التعاملات المالية مع البنك المركزي الإيراني، ودعت فرنسا بوضوح إلى إنهاء عمليات شراء النفط الإيراني، وعلقت بريطانيا التعاون المالي مع إيران، وهناك ضغوط أمريكية فرنسية بريطانية مستمرة على المتبقي من دول الاتحاد الأوروبي ليفعلوا نفس الخطوات، وهناك دول في جهات العالم الأربع تتفاوت في درجة أهميتها تقاطع إيران، وهنا لابد لي أن أشيد بالخطوة التي اتخذها العاهل المغربي الملك محمد السادس عندما أغلق السفارة الإيرانية وبتر أذرعها التعليمية مثل المدرسة العراقية الإيرانية في الرباط، نتيجة سعي إيران للمس بالأمن القومي المغربي.
الحرب الاقتصادية ما هي إلا مقدمات لحرب عسكرية، أعتقد شخصياً أن بوادرها بدأت تلوح في الأجواء، وأعتقد أني أسمع قرع طبولها بوضوح، فربما سنرى بعد الانتخابات الأمريكية ضربة عسكرية استباقية وقائية محددة من أمريكا أو الكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية الإيرانية.
على صعيد آخر، فإن روسيا والصين والسويد وفنلندا وألمانيا وبعض دول امريكا اللاتينية لا تعارض القنبلة النووية الإيرانية، وتقلل من الخطر الإيراني، بل إنها تعارض أحياناً العقوبات الاقتصادية وتسعى بالخفاء لمساعدة إيران وتعارض هذه الدول أيضا أي تفكير بتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران وهذا ما يعرقل أو يؤخر الضربة الاستباقية.
هنالك من يتحدث في عالمنا العربي عن تحالف أمريكي إيراني إسرائيلي بالخفاء، وهنا أعتقد أن هذا الحلف هو “حلف الضباع”، ذلك لأنه حلف لنهب ما يمكن نهبه من خيرات العالم العربي، لكن ما إن تتقاطع المصالح حتى يصبح التحالف الثلاثي صراعاً وفق قانون “البقاء للأقوى”، وهذا ما يحدث الآن في سوريا والعراق أمنياً، والخليج العربي ومصر سياسياً.
إن الورقة المذهبية التي تتلاعب بها إيران وأمريكا وإسرائيل مع العالم الإسلامي بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص ورقة اقترب وقت انتهاء صلاحيتها، وأعتقد أن الورقة القادمة هي ورقة “تجزئة المجزأ” حيث الحرب الإعلامية على أشدها بين التيار السلفي السني، وتيار الإخوان المسلمين السني، والتيار الصوفي السني، والليبراليون السنة، كما إن ورقة التناحر بين الشيعة الأصولية، والشيعة الأخبارية، بدأت تفوح رائحتها وعلى العرب أن ينتبهوا لما هو قادم.

الاثنين، 20 أغسطس 2012

الفيلم الوثائقي البحرين عام على الأزمة

الفيلم الوثائقي البحرين عام على الأزمة
اعداد وتقديم واخراج
محمد العرب
انتظر ارائكم وتعليقاتكم بكل حب وشفافية ومسؤولية

صناعة الموت في البحرين

برنامج صناعة الموت في البحرين
اعداد وتقديم واخراج
محمد العرب
انتظر تعليقاتكم وأرائكم
بكل حب وشفافية ومسؤولية

البحث عن المؤامرة

فيلم البحث عن المؤامرة
اعداد وتقديم واخراج
محمد العرب
رحلة بحث وتحري من المنامة إلى فيينا
عبر قصة شابين بحرينيين التحقا بمؤسسة فكرية في النمسا
 يبحث الفيلم عن الدور الذي تسعى إليه المؤسسة
 وتهيئتها للشباب العربي للقيام بثورته
شابان يرويان في الفيلم كيف التحقا بالمؤسسة
 وما وجداه فيها
فريق الفيلم يذهب إلى النمسا
ويصل إلى مقر المؤسسة المخفي وراء لوحة مركز للعلاج الطبيعي
ويتمكن من التصوير داخل غرفها، ويلتقي أحد القائمين عليها
 الذي يؤكد دفعه لشباب الخليج لتغيير أنظمة حكم بلدانهم
فيلم يسأل
 هل وراء الثورات مؤامرة؟ 
وما علاقة الإخوان المسلمين في صناعتها؟




الخميس، 16 أغسطس 2012

الأذرع الإيرانية في أمريكـــا اللاتينيــة

نعم هذه هي الحقيقة المرة والمخجلة فالأذرع الخارجية الإيرانية أكثر نشاطاً وتشعباً وتوزعاً من الأذرع الخارجية العربية مجتمعة لكون نشاط الأذرع الإيرانية هو نتيجة طبيعية لأحلام اليقظة التوسعية التي لم تنقطع عن مخيلة ملالي طهران منذ وصولهم إلى سدة الحكم عبر ثورة قيل عنها في وقتها أنها إسلامية.
الدوافع الملحة لتنامي النفوذ الإيراني في أمريكا اللاتينية تكمن في موقف إيران الدولي الصعب للغاية فهي بين مطرقة تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني ذو أغراض عسكرية وسندان ثورة الجياع أو «ثورة الدجاج» كما يحلو لي تسميتها والتي قد تصل إلى ذروتها في أي لحظة، ناهيك عن ازدياد في توافق آراء المجتمع الدولي الذي يطالب باتخاذ خطوات فعلية لوقف التقدم الإيراني في إنتاج الأسلحة النووية واتساع رقعة مشاكل إيران مع جيرانها في الجهات الأربعة، هذه المعطيات مجتمعة تدفع بنظام أحمدي نجاد إلى البحث عن طوق نجاة دبلوماسي متمثل في توطيد العلاقات مع زعماء أمريكا اللاتينية بوجود مهندس بارع يجيد نسج تلك العلاقات هو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي تربطه علاقة تعاطف غريب مع معسكر العمائم السوداء في جمهورية الخوف الإيرانية.
كما إن إيران تسعى لاستخدم حلفائها للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها سواء كانت اقتصادية في البحث عن أسواق نفط ومنشآت تكرير خارج حدودها أو عسكرية من خلال إبرام اتفاقيات تعاون عسكرية مع بعض دول أمريكا اللاتينية مثل فنزويلا أو الإكوادور، حيث تسعى إيران إلى إشراكهم في برامج عسكرية مشتركة لكسر حظر المبيعات العسكرية المفروض على طهران من قبل الأمم المتحدة منذ عام 2007، وقد كشفت تقارير استخباراتية أمريكية أنه تم إرسال 18000 بندقية هجومية إيرانية الصنع تحت غطاء الأسلحة الفنزويلية إلى أورغواي عام 2007، وبالتأكيد هناك تصدير أسلحة معاكس إلى إيران تحت غطاء الدول الحليفة حتى تفلت تلك الأسلحة من الرقابة الدولية المفروضة على إيران.
إيران لا تكتفي بطبيعة الحال بعقد اتفاقيات في العلن مع حكومات دول أمريكا اللاتينية بل قامت ببناء شبكات مخابرات وشبكات إرهابية سرية في أمريكا اللاتينية من أجل تطوير القدرة على شن هجمات ضد المصالح الأمريكية من أجل جعل واشنطن تفكر مرتين قبل شن عملية عسكرية ضدها، حيث تشير وثائق ويكليكس المسربة لوجود أدلة واضحة على وجود اتصالات بين أجهزة الاستخبارات الإيرانية والشبكات الإرهابية والإجرامية في أمريكا اللاتينية.
إشارات أخرى تشير للتواجد الإيراني السري من خلال تجار مخدرات مرتبطين بحزب الله في أمريكا اللاتينية، حيث يؤكد الخبير الأمني رومان د.أورتيس وهو أيضاً بروفيسور في قسم الاقتصاد في جامعة لوس أنديس في بوغوتا، حينما كشف في عام 2008 عن مخطط لتهريب المخدرات وغسيل الأموال يربط ما بين منظمة إجرامية كولومبية تسمى «Oficina de Envigado» ومنظمة «حزب الله» «الإرهابية» وهذا يثبت وجود عناصر تابعة لمنظمة «حزب الله» ينشطون في تهريب المخدرات من منطقة المثلث الحدودي في باراغواي والأرجنتين والبرازيل إلى الشرق الأوسط

السبت، 11 أغسطس 2012

هل سينتحر نجاد على ضفاف مضيق هــرمز؟

كلما اشتدت الأزمات الداخلية في إيران عمد المسؤولون الإيرانيون إلى إطلاق تهديدات حول إغلاق مضيق هرمز الحيوي الذي تمر منه 40% من الصادرات النفط البحرية، ورغم أن المحللين يقرون بقدرة إيران على تشويش حركة البواخر التي تنقل النفط في هذه القناة الحيوية؛ إلا أنهم يتوقعون أن إغلاق الممر غير محتمل، أو يكاد يكون مستحيلاً بسبب التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، ولأن أي إغلاق من شأنه أن يأتي بالضرر على إيران أكثر من الغرب، كما إن المضيق قد يكون الشرارة التي ستشعل المنطقة في حال قامت حكومة نجاد بتلك الحماقة.
وقد أجمع خبراء بريطانيون وأمريكيون على أن إيران لا تمتلك القدرة العسكرية لإغلاق المضيق لفترة طويلة، لكنها ربما تعمل على تعطيل حركة السفن وتهديدها ومضايقتها وخلق حالة من عدم الاستقرار للنقل البحري في الخليج العربي، وهذا سيعرضها لرد فعل لا تحمد عقباه.
وفي آخر تقاريرها تشير “خدمة أبحاث الكونغرس” حول التهديدات الإيرانية؛ أن إيران طورت من قدراتها العسكرية لإغلاق أو تشويش حركة النقل عبر المضيق، خصوصاً زراعة الألغام وتطوير الزوارق الصغيرة والغواصات وزيادة تواجد منصات إطلاق صواريخ كروز على الشواطئ المحاذية للمضيق، لكن وفقاً لتحليل الأسلحة المتوفرة لدى طهران لتنفيذ تهديداتها؛ فإن زرع الألغام ربما يكون الوسيلة الأكثر فعالية المتاحة أمام طهران لإحداث التشويش على الملاحة ويبقى لإيران إن عمدت إلى زرع الألغام في الخليج العربي في سنوات الثمانينات، عندما كانت الحرب العراقية الإيرانية في أشدها، لكن تلك الألغام لم تمنع استمرار حركة النقل.
وبطبيعة الحال فإن وجود أكثر من 30 كاسحة للألغام في منطقة الخليج العربي يجعل تلك الألغام مجرد لعب أطفال، إضافة إلى أن زرع الألغام في المضيق بأكمله من شأنه أيضاً أن يغلق حركة النقل الإيرانية مما يعكس بالضرورة الآثار المدمرة على الاقتصاد الإيراني المتردي، وقد تابعنا جميعاً ثورة الدجاج التي مازالت تداعياتها مؤثرة على المشهد الإيراني الداخلي.
وتشير آخر التقارير الصحافية الأمريكية أن الولايات المتحدة سوف ترد بقوة، وربما تنضم إليها دول أخرى من ضمنها الدول الخليجية، في حال استمرت إيران في استفزاز المجتمع الدولي، وأن هذا الرد العسكري ربما يكون أو لا يكون محدوداً لإعادة فتح المضيق أمام حركة النقل، هذه التقارير تستند في أخبارها على أن القوات الأمريكية المتمركزة في الخليج العربي عززت من تواجدها العسكري في المنطقة، حيث قامت بنقل قاعدة عائمة من القوات الخاصة إلى الخليج العربي، إضافة إلى أربع سفن مضادة للألغام وفي تصريح لصحيفة نيويورك تايمز قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية: الرسالة إلى إيران هي “لا تفكروا مجرد تفكير بذلك”، لكن هذه التهديدات تؤكد لنا كمراقبين لأحوال جمهورية الخوف أن كلما اشتدت الأزمات الداخلية الإيرانية وكلما وجدت حكومة نجاد نفسها عاجزة عن تلبية أبسط متطلبات المواطنين الإيرانيين، كلما فكرت في تصدير الأزمة إلى دول الجوار والمنطقة لإحياء الحس القومي والمذهبي لدى الشعب الإيراني الذي أصبحت أكبر أحلامه هو أن يأكل (مجبوس دجاج).
المشكلة التي تواجه المحللين أن النظام الإيراني نظام يحترف الانتحار السياسي، لذا لا يمكن استنتاج الخطوة القادمة لذا يبقى السؤال قائماً؛ هل سينتحر نجاد على ضفاف مضيق هرمز؟

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

أرقام إيرانية رسمية غير إسلامية

الحقيقة دائماً تؤلم من تعوّد على استهلاك الأوهام، وقيل قديماً أنه لا أصدق من الأرقام، فكل وجهات النظر والآراء والرؤى تخضع لمقاييس التحليل والنقاش والشرح، أما الأرقام فهي ثوابت تعكس الواقع القبيح بلا تجميل، لذا جمعت لكم بعض الأرقام من جمهورية الخوف لعلها ترسم لكم ملامح الوجه الآخر للجارة (الحشرية) إيران.
- ذكرت صحيفة (كيهان) الإيرانية في عددها الصادر في 3 فبراير 2011 ، أن عدد عمليات الانتحار في إيران يصل إلى 3650 فرداً في السنة ، أي 10 حوادث انتحار يومياً، يقف الفقر وانعدام الأمل في حياة كريمة وراء أغلبها.

- ذكرت وزارة البهداشث الإيرانية وفي مجلتها الصادرة بكرمان في عددها الرابع لشهر مارس 2011، أن 9 عمليات إجهاض تقع كل دقيقة في إيران.

- ذكرت مديرية محاربة الإدمان في أصفهان وعلى مدونتها الفارسية، في يوم 24 أبريل 2011، أن معدل الإدمان في إيران يبدأ عند الأطفال في سن 13 سنة، وان نصف المدمنين في إيران هم من الأطفال، وبحسب مديرية محاربة الإدمان يوجد في إيران مليونان ونصف المليون مدمن على المخدرات بأنواعها.

- في دراسة أعدتها جامعة طهران وفي رصد للمحاكم في إيران، وجدت أن عدد حالات الطلاق في إيران عام 2011، وصل إلى مليون وثلاثمائة ألف حالة، أغلبها بسبب الفقر والحاجة.

- ذكرت الصحف الإيرانية وفي إحصائيات رسمية بأن 47 مليون إيراني تحت خط الفقر من بين 70 مليون نسمة، وخط الفقر بالنسبة لهم 3 دولارات فقط.

- ذكرت إدارة الشؤون المحلية في المدن الإيرانية بأنه يوجد في إيران 150 ألف يتيم في إقليم الأحواز و50 ألف يتيم في بوشهر و40 ألف يتيم في بلوشستان على سبيل المثال، وأن أكثر من نصف مليون طفل إيراني يعملون في الشوارع وعلى الطرق في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها غير إنسانية.

- يوجد في إيران 120 حالة سرقة باستخدام الأسلحة البيضاء أو النارية يومياً على الطرق الخارجية وفي شوارع الأحياء الفقيرة.
- حذرت مديرية مكافحة الفساد في طهران من ارتفاع عدد ضحايا الاغتصاب الجنسي الذي وصل عددها إلى 35 حالة في الأسبوع في 2011.

- ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية بعددها الصادر في 24 يونيو 2011، أن إيران أكثر دولة في العالم تستخدم اغتصاب الرجال كوسيلة لنزع الاعترافات، وأنه في عام 2011، سجلت أكثر من 600 حالة في سجن دزفول وكرج وغيرهما.

- وفي أحدث تقارير مديرية مكافحة الفساد التابعة لقوات الباسيج الإيرانية، والذي نشر في صحيفة (همشري) الإيرانية يوم 13 يناير 2012، أن الجنس الثالث في إيران يبلغ 43 ألف، وأن أرخص عملية تغيير جنس في العالم تجرى في عيادات طهران.

أخيراً، إن بين كل مائة ألف إيراني يوجد 420 سجين ، وهو ثلاثة أضعاف المقياس العالمي ، واعترف صادقي علي ولايتي أحد رؤساء السجون في طهران ، بأن عدد السجناء في إيران قد تضاعف بنسبة أكثر من 10 مرات قياساً بما كان عليه في عام 1979، أي في السنة الأولى بعد الثورة الإيرانية، فيما بلغ عدد سكان البلاد ما يقارب ضعف عدد السكان آنذاك.

السبت، 4 أغسطس 2012

حدثني نائب الرئيس عن جوهرة العرب المفقودة

مع المعلم شريف نائب رئيس زنجبار
إنها زنجبار؛ أندلس افريقيا وجوهرة العرب المفقودة بعد أن اختطفت كحبة الكرز من فوق قالب الحلوى من قبل الجيش التنزاني الغازي عام 1964 لتعلن تحت حراب المحتل نهاية حكم العرب (كالعادة) الممتد منذ قبل بزوغ فجر الإسلام، احتلال زنجبار أسرع عملية احتلال في العصر؛ فاربع ساعات كانت تكفي لسقوط الدولة ليقتل في اليومين الأولين من الاحتلال 20 ألف عربي مسلم، وتهجير أكثر من 30 ألف عربي مسلم.
تشرفت زنجبار بنور الإسلام عن طريق الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية، بعد قيام الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية، وكان يحكم عمان آنذاك الأخوان سليمان وسعيد، وقد امتنعا عن الحجاج فأرسل إلى عمان جيشاً كبيراً لا حول لهما به، فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما من قومهما إلى بر الزنج شرق أفريقيا، وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام، لأن رحيل حاكمي عمان إليها بعددهما وعتادهما لا بد ان يستند على وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما، وقبل ذلك على دينهما. وبعد هذه الهجرة التي قام بها حاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عمان، إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البو سعيدى الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما ولاها من اهتمام غير مسبوق.
وحسب آخر إحصاء؛ بلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخص أغلبهم من المسلمين (98%) والبقية مسيحيون وهندوس وشيرازيون، ويعيش 70% من الزنجباريين بأقل من دولار واحد يومياً، وأرض جزيرتهم التي يتوقع أن تحتوي على النفط والغاز لا تستقطب شركات التنقيب بسبب الهيمنة التنزانية على البلاد والعباد.
في زيارتي الأخيرة إلى زنجبار قال لي المعلم شريف، وهو نائب رئيس زنجبار، نحن محبطون لأن العرب لا يستثمرون في أرضنا التي نرى بصماتهم في كل زواياها، فما زالت بدالة الهاتف الوطنية على حالها منذ أن أدخلها سلاطين البوسعيد، ولا يزال قصور سلاطين البوسعيد أعلى المباني في زنجبار، ولا تزال الملابس العمانية هي الأزياء الشعبية للزنجباريين، ونحن شعب مسلم ننحدر من أصول عربية لكن لا وجود للمستثمر العربي، حتى أنه لا يوجد تمثيل دبلوماسي عربي سوى السفارة العمانية والسفارة المصرية، التي افتتحت مشاريع زراعية ناجحة تنتج منها أفخر المحاصيل الزراعية.
في زنجبار قصة منسية أخرى للعرب والمسلمين؛ فعدم اهتمامنا بهم ولو إعلامياً يتركهم فريسة سهلة لحملات التبشير التي فشلت منذ السبعينيات في استقطاب الزنجباريين المسلمين.
أثناء تواجدي في تلك الأرض العربية الطيبة التقيت بعجوز عمانية استطاعت أن تهرب من مجازر التنزانيين بالاختباء أربعة أيام في مخابئ صنعها العرب المسلمين لأنفسهم، تحدثنا طويلاً عن حكم سلاطين عمان، فوجدتها تضع في صندوقها العتيق ما وصل لها من صور سلاطين العرب العمانيين كدليل اعتزاز بمرحلة كانت فيها زنجبار تعيش عصرها الذهبي.
 

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

صورة أمير قطر القاتلة !

شاب عراقي يعيش في منطقة السيدة زينب في سوريا ، هو من المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، لأنه يعتقد أن الأسد هو زعيم هذه الأمة وقائدها لتحرير فلسطين المحتلة وإعادة الهيبة للأمة العربية والإسلامية، هذا الدفاع المستميت من الشاب قابله غضب من إحدى مجاميع الجيش الحر، فقاموا بخطفه من أحد ضواحي السيدة زينب وبعد التعذيب لمدة ثلاثة أيام طلبوا منه أن يُقبّل صورة أمير قطر ، لكن الشاب العراقي رفض ذلك بكل عنفوان، فقام جنود الجيش الحر بذبحه من الوريد إلى الوريد..

اللهم إني صائم، اللهم إني صائم، اللهم إني صائم....

هذه القصة هي أغبى فبركة سمعتها في حياتي، لكن المشكلة الحقيقية بأن هذه الكذبة السوداء تم الإلقاء بها في وجوه المصلين في مسجد براثا في بغداد ، ومن فوق المنبر الذي يجب أن يتسامى فوق الصغائر والأحاديث الضعيفة، فإذا به يصبح منبراً لنشر الأكاذيب والكلام الفارغ ، أما صاحب هذه الكذبة الغبية فهو رجل الدين جلال الصغير، النائب العراقي ورجل الدين الشيعي البارز وأحد الخطباء المفوهين في عراق زمن الاحتلال.

 قيل لشاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري لماذا ترفع العين في كلمة العراق في قصائدك وتقول إنه العُراق؟!

فأجاب الشاعر الكبير لأني أستحي من التأريخ أن أكسر عين العراق؟!

فما خطب هذا الصغير يكسر عين العراق وعين الحقيقة ويشعرنا بالخجل والذل والهوان على زمن يمثل فيه العُراق شخصاً بمستواه الفكري الذي هو انعكاس لنفسه المريضة بكل الأمراض الطائفية والعقد النفسية ، كيف يمكن للخطيب أن يقف فوق منبر رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يرمي بالأكاذيب ويزرع الفرقة والطائفية والضغائن بين أبناء الدين الواحد ، هذا المنبر الذي كان عنواناً لجمع المسلمين وتوحيد كلمتهم ورسم خارطة تقدمهم وعزتهم أصبح اليوم مكاناً لنشر الأكاذيب والضغائن إلا ما رحم ربي.

 الصغير صاحب كذبة الصورة القاتلة هو نفسه من كان يدير معتقلاً سرياً خلف جامع براثا في منطقة العطيفية شمال غرب العاصمة بغداد ، المعتقل الذي كشفته قوات الاحتلال وتم إغلاق الموضوع لعدم كفاية الأدلة ، لأن أرخص شيء في عراق اليوم هو دماء شعبه

وهو ذاته الذي لعب دوراً بارزاً في إذكاء الحرب الطائفية التي أراقت دماء العراقيين من خلال خطبه التحريضية المسمومة ، الحرب التي لايزال العراقيون يتجرعون نتائجها كما يتجرع السم الزعاف

الصغير هو ذاته الذي نُبذ في انتخابات العام 2009 في العراق ورُحل إلى أكثر من دائرة ليحافظ على كرسيه في البرلمان لكنه فشل في ذلك بعد أن كانت الأيام كفيلة بتعرية ما افترى به وادعى من أكاذيب أترفع عن ذكرها

الصغير نموذج محزن من النماذج التي شاءت الأقدار ومن ثم العم سام في أن تتسلط سيوفهم الطائفية على رقاب البلاد والعباد في بلاد ما بين (القهرين).

ومضة..

قال لي جدي أن حبل الكذب قصير، لكنه لم يقل لي إن حبل الكذب صغير وصغير جداً.

الأحد، 29 يوليو 2012

إيران تهددكم أيها العرب.. فما أنتم فاعلون؟

بكل وقاحة وبكل عدوانية وبكل وضوح؛ حذر الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، من تسليح المعارضة السورية، ووجه تهديداً شديد اللهجة ضد الأطراف العربية المؤيدة للثوار في سوريا، واصفاً هذه الأطراف بـ«العرب المنبوذين”، وأكد المسؤول العسكري البارز أن حلفاء النظام السوري لن يسمحوا بتغيير نظام بشار الأسد وأنهم سيوجهون “ضربات حاسمة” لأعداء دمشق، حسب ما نقله موقع “سپاه نيوز” التابع لمكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، ونقل الموقع عن الجنرال مسعود جزائري قوله: “الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام”.وأضاف جزائري: “أن أياً من أصدقاء سوريا والجبهة العريضة للمقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة إلى جبهة الأعداء، وخاصة العرب المنبوذين”، ووصف مسعود جزائري الدول الداعمة للثوار في سوريا بـ«جبهة الشيطان الكبرى”، متهماً “الصهيونية” و«الاستكبار العالمي” بشن حرب كاملة ضد النظام في سوريا، وأكد بأن “الشعب والحكومة السورية” سيفشلان هذه “المؤامرة” حسب تعبيره.

إذاً هو تهديد ووعيد وتدخل سافر في شؤون العرب وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبكلام واضح بلا غموض، وهذا يثبت بشكل قاطع لا يقبل الشك ولا التأويل ولا تفنيد أن إيران جارة سوء لا تريد الخير للشعوب العربية، فهي تحارب الأنظمة التي لا تحالفها حتى ولو كانت أنظمة متقدمة ولديها علاقة طيبة مع شعوبها وتدافع عن الأنظمة الحليفة لها حتى لو كانت أنظمة شيطانية وتكتم أنفاس شعوبها وتسلبه حقوقه وخيراته.إيران تحالف من يخدم مصالحها حتى لو كان الشيطان، والأمثلة كثيرة، لكن أعتقد أكثرها صراحة هو ما سأورده هنا للتذكير، وهو حدث لم ينل نصيباً عادلاً من التحليل.

 في عام 1991 خرجت أذربيجان عن تحت عباءة الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره بلا رجعة، لتصبح بذلك الدولة الشيعية الثانية بعد إيران، ومع ذلك اتخذت إيران منها موقفاً معادياً رغم وحدة المذهب وانحدار ثلث الشعب الإيراني من أصول أذرية والشراكة الاقتصادية بآبار النفط والغاز على شواطئ بحر قزوين، مما دفع بأذربيجان للتحالف مع تركيا بعد أن وقفت إيران بقوة إلى جانب أرمينيا في مطالبتها بالسيادة على إقليم ناكاورني كاراباخ، الذي يقع جغرافياً في قلب أذربيجان، وساندت إيران أرمينيا عسكرياً ومالياً وسياسياً في حربها ضد أذربيجان الشيعية، حتى ربحت أرمينيا الحرب وضمت الإقليم إليها بالقوة. إذاً هذه الحادثة وحوادث أخرى تكذب مزاعم إيران بأنها الدولة المدافعة عن المذهب الشيعي، وإلا لكانت وقفت مع أذربيجان الشيعية، لكنها تخاف من انقلاب المكون الأذري الإيراني في حال وجود دولة أذرية قوية مثل أذربيجان، بينما تحالف إيران كوبا مثلاً، وهي دولة شيوعية، ولا أعتقد أن هناك رابطاً بين الشيوعية والمذهب الشيعي اللهم إلا التشابه بالحروف. إيران اليوم تدافع عن بشار الأسد ليس من منطلق طائفي أبداً؛ بل لأنها لم تجد غيره ليلعب دور الحليف الأعمى الذي لا يعرف كلمة لا للولي الفقيه في إيران.

الأربعاء، 25 يوليو 2012

الفلوجة.. ديمقراطية أمــريكـــــا المعـــوجـــــة

إعلام أعور ورخيص ومأجور ومنافق وعميل؛ ذلك الذي يفتح العيون على مصراعيها على أحداث القطيف المفتعلة ويغمض العيون والحواس الخمسة عن مأساة الفلوجة المتجددة.

 نعم ملف الإبادة الجماعية بحق أهل الفلوجة والتي حدثت أمام عيون الجميع لم تغلق بعد، وللتذكير بالفصول القديمة والجديدة فإن حصاد ماكينة القتل الأمريكية برعاية دولية صامتة ومتخاذلة كانت في حصيلة نهائية للمعركة الأولى والثانية 35000 ألف بيت ومحل تجاري ومصنع تم تسويتها في الأرض، و10000 شهيد وشهيدة دفن جزء كبير منهم كأشلاء بلا رؤوس أو أطراف، و5000 معاق لا يزالون ينظرون بكبرياء لصمت العالم المخزي وهم الشهود الأحياء على الإبادة، و40000 يتيم عاصروا الموت والحرمان والجوع والعطش بعد استشهاد أحد الأبوين أو كلاهما، و6000 أرملة على عاتقها اليوم إعالة وتربية الأيتام في ظل تقاعس حكومي مقصود، و100 مأذنة أصبحت أثراً من بعد عين في مدينة تعرف في العالم الإسلامي بمدينة المساجد والمآذن، أما الفصل الجديد فهو انتشار واسع للإصابة بأنواع من مرض السرطان لم يعرفها العراق ولا المنطقة، وظهور أكثر من 1500 حالة تشوه بين أطفال الفلوجة مات أكثر من نصفهم بينما يعيش البعض الآخر مع إعاقة وتشوهات يقول عنها الأطباء «إنهم لم يدرسوها في كليات الطب ولم يسمعوا بها»، وهي بالتأكيد نتيجة الأسلحة المحرمة دولياً والتي أمطرتها فوق رؤوس أهالي الفلوجة راعية الديمقراطية حول العالم أمريكا المبجلة، عليها وعلى رؤسائها المتعاقبين الأحياء منهم والأموات ما يستحقون من الله جل في عليائه.

بالتأكيد أن الفصل الجديد من أحزان هذه المدينة هو نتيجة الآثار الكارثية لليورانيوم المنضب المستخدم في القنابل التي ألقتها القوات الأمريكية على الفلوجة سنة 2004، والتي أدت إلى ازدياد حالات الإصابة بالسرطان إلى جانب كثرة المواليد المشوهين، بالتأكيد إن هذه الحقائق لم يكشفها الإعلام العربي، ولم يتناولها إلا بعد أن أصدر معهد «فورين بوليسي إن فوكس» الأمريكي تقريراً مهماً جاء فيه: إن الرواية الرسمية لـ «حرب» الفلوجة كانت مشرقة، حيث انتعشت المدينة مرة أخرى، لكن هذه الروايات تتجاهل عادة الآثار الطويلة التي تتركها الحرب على السكان، واحدة من هذه المشاكل الأكثر خطورة، برأي المعهد، هي تفاقم الأزمة الصحية العامة في السنوات التي تلت الغزو، كانت التقارير الطبية تشير إلى زيادة مهولة في عدد الولادات المبكرة ووفيات الرضع والعيوب الخلقية أثناء الولادة، حيث ولد كثيرون من دون جماجم أو مع نقص في أحد الأعضاء الرئيسة أو من دون ذراعين أو ساقين وأنه من أصل 170 طفلاً ولدوا في شهر سبتمبر من العام 2009 على سبيل المثال، توفي 24% منهم خلال الأيام السبعة الأولى علماً أنهم كانوا مشوهين بنسبة 74%، وأضاف «على مرّ السنين يبدو أن الأزمة تزداد سوءاً، في وقت يحذر الأطباء من تزايد نسبة العقم لدى النساء».وأشار المعهد إلى أن «الآراء الطبية العديدة تربط بين هذه الأزمة والأسلحة التي استخدمها الأمريكيون، لا سيما وأن هؤلاء قد أقروا أنهم استخدموا الأسلحة الفوسفورية التي تسبب حروقاً بالغة في الفلوجة، مستدركاً بالقول رغم إنكار المسؤولين الأمريكيين أنهم استهدفوا المدنيين أو استخدموا اليورانيوم المنضب إلا أن احتمال تسبب الأسلحة التي استخدموها بكارثة الفلوجة الصحية يبقى الأكثر ترجيحاً.

وذكر المعهد؛ حاول الدكتور كريستوفر بوسبي، وهو أستاذ كيمياء في جامعة أولستر البريطانية والمتخصص في علم السموم البيئية، في دراستين حديثتين أجراهما لتفسير أزمة الفلوجة الصحية. وفي الدراسة الأولى، التي أجراها فريق من الباحثين زاروا 711 أسرة في الفلوجة، تبين أن العيوب الخلقية، بما في ذلك تشوهات الهيكل العظمي ومشاكل القلب، ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في العام 2010.وفي الدراسة الثانية، التي أجريت على عينات شعر 25 من آباء وأمهات أطفال مشوهين في الفلوجة، تبيّن أنها تحمل مادة اليورانيوم، وقد أكدت الدراسة أن هذا هو سبب ذات صلة رئيسة بموضوع العيوب الخلقية والإصابة بالسرطان في الفلوجة.ويعتبر المعهد أن صمت الصحافة الأمريكية حول ما حصل في الفلوجة، يعكس رغبة حقيقية في نسيان هذا الفصل «المخزي» في تاريخ السياسة الأمريكية في العراق.

وشهد شاهد من أهلها وتعظيم سلام للديمقراطية الأمريكية.

السبت، 21 يوليو 2012

الرسالة إلى المشير

ومضة...

عذراً أيها الربيع فأنت في قفص الاتهام حتى تثبت الأيام براءتك من دماء أبناء أمتي.. 

حديث الطباشير..

في الصف الأول الابتدائي كنت أدرس في مدرسة العقيدة في مدينة الفلوجة العراقية على يد الأستاذ صباح، المنتمي إلى طائفة الصابئة في العراق، وكان الأستاذ يكتب بالطباشير في بداية كل يوم على السبورة عبارة تزرع المواطنة في عقولنا الصغيرة، وفي يوم من الأيام كتب الأستاذ صباح عبارة (الجيش سور للوطن).فقلت له: يا أستاذ كيف يكون سور وهو يدافع خارج حدوده، وكانت وقتها الحرب العراقية الإيرانية في بدايتها؟ فقال لي: يا محمد الجيش سور يعيق دخول الأعداء إلى الوطن ويعيق خروجهم منه أيضاً في ما إذا كانوا قد تسللوا إلى داخل البلد.

رسالة...

من هنا أيها المشير طنطاوي أقولها لك بلا رتوش ولا مقدمات جيش مصر بكل ما يحمل من تاريخ وانتصارات ومواقف يتعرض إلى هجوم إعلامي ممنهج مدروس للتشكيك فيه وكسر معنوياته وزرع الفتنة بينه وبين باقي أفراد الشعب المصري. اعتقد أن الشرق الأوسط الجديد لن يكون كما يريده الغرب إلا بعد القضاء على الجيوش العربية التقليدية القوية ، الجيش العراقي أصبح مرتعاً للمليشيات والأحزاب الدينية، والجيش السوري تحول إلى أداة قتل طائفية بمباركة إيرانية، أما الجيش المصري المستهدف بطريقة مدروسة فقد بدأنا نسمع في شوارع القاهرة المحروسة عبارات (يسقط العسكر) بعد أن كانت القاهرة وسائر بلدان العرب تتغنى بانتصاراته في المنازل والمحافل.إن عدم تدخل المجلس العسكري في نتيجة الانتخابات الرئاسية فضح بشكل كبير حملة الشائعات المغرضة لتشويه سمعة القوات المسلحة بمصر ولا يمكن التفريق هنا بين المجلس العسكري والقوات المسلحة لأنهما جزأين من الجيش المصري.

 قال الحكيم..

قال توفيق الحكيم في 9 أكتوبر 1973: (عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فيها)، والمعنى أن مصر هي دائماً مصر تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لا تنام وإذا هجعت قليلاً فإن لها هيبة ولها زمجرة، ثم قيام سوف تذكر مصر في تاريخها هذه اللحظة بالشكر والفخر.رباط الخيل..الجيش المصري يتفوق على الجيش الإسرائيلي في عدد الجنود النظاميين ووحدات الإسناد وعدد الطائرات القتالية وعدد المروحيات الهجومية وعدد الغواصات بالإضافة إلى أنه جيش له تاريخ حربي مشرف ويعول عليه كثيراً في خلق التوازن العسكري في المنطقة مع العدو الأول والثاني (إسرائيل وإيران)؛ لذا لوضع النقاط على الحروف نقول إن الماكينة الإعلامية التي تحاول ضرب سمعة الجيش المصري تكون إما ماكينة إعلامية معادية أو عميلة للعدو الأول أو الثاني .

أخيراً..

الجيش سور للوطن

الخميس، 19 يوليو 2012

رسائل الطماطم الفاسدة

في الإسكندرية رشق محتجون غاضبون وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالأحذية وزجاجات الماء الفارغة والطماطم الفاسدة، وأسمعوها ما طاب لهم من الهتافات بداية بعبارة (اخرجي من بلادنا) و(زيارتك غير مرحب بها) ونهاية بهتاف طويل متكرر بإيقاع موسيقي حماسي باسم غريمتها فتاة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، في تذكير لتفاصيل فضيحة زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ولسان حالهم يقول “كيف لمن لم تستطع الحفاظ على زوجها أن تحافظ على أمن بلدنا”.

 الطماطم الإسكندرانية كانت فاسدة، على ذمة مغرد تويتري، اعترض على كلمة هيلاري التي قالت فيها (إن من رشق الموكب بالطماطم كان هدراً وخسارة)، واعتبرها تذكيراً بالوضع الاقتصادي المتردي لمصر المحروسة وأهمية المساعدات الأمريكية، المغرد الإسكندراني قال (لا يمكن إهدار الثمار الفاسدة لأن مكانها الطبيعي في حاوية للنفايات، لذا لا يوجد خسارة في رميها باتجاه شخص غير مرغوب فيه).

 ومن المفارقات الغريبة أنه في نفس اليوم كانت إدارة حملة الرئيس الأمريكي أوباما قد نشرت على موقعها الإلكتروني صوراً لجولة أوباما في ولاية فيرجينيا وهو ينتقي ويشتري الطماطم من أحد أسواق الولاية، فهل للطماطم إشارة ما لا يعرفها إلا من أنبتها وجعلها غذاء لبني البشر من عرب وعجم؟ أحد الإخوة الذين يتمتعون بحس الدعابة قال إنها إشارة على عمق الخلاف بين أوباما ووزير خارجيته وهو يتشفى بها على الطريقة الأمريكية.

 أعتقد أن من أهم رسائل موقعة الطماطم أن الشعب المصري بدأ يشعر بالضيق من حشر إدارة أوباما أنفها في كل شيء في مصر، وكذلك عدم ثقتهم بالنصائح الأمريكية التي تتدور بشكل كامل في فلك الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، حتى لو كانت الضريبة تسدد من أرواح أبناء مصر.

 أنا شخصياً أعلنها بوضوح؛ لا أوافق على هذا التصرف من قبل المحتجين، وذلك من منطلق خوف على مصير أسعار الطماطم فوق سطح (المخروبة)، والتي قد ترتفع بشكل جنوني مع قدوم الشهر الفضيل، إضافة إلى رد الفعل الانتقامي من قبل الإخوة المتأمركين من التجار الذين سينتقمون منا شر انتقام بسبب تجرؤ أهلنا في الإسكندرية على رشق راعية الديمقراطية المعلبة بالطماطم الفاسدة، وقيل إنها متعفنة والعهدة على الراوي.

   حادثة الطماطم لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة بحق مسؤول أمريكي، وأعتقد أننا سنضطر في القادم من الأيام للتسلح بحزام من الطماطم الفاسدة أينما حل بنا المقام لرشق من يضع نفسه في موقف معادي لإرادة الجماهير.

  ختاماً على الغالية هيلاري أن لا تحزن فهذه هي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي التي تدافع عنها أمريكا بضراوة وتقوم بإرسال الجيوش لزرعها في الشرق الأوسط الجديد، لذا فمن يزرع ديمقراطية منتهية الصلاحية فإنه بالتأكيد سيحصد طماطم فاسدة.

السبت، 14 يوليو 2012

ضاحي خلفان والإخوان.. داحــس وغبراء «التويـتر»

تشهد مضارب “آل تويتر” حرباً افتراضية ضروساً بين رجل الأمن المحنك الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، وبين الجيش الافتراضي للإخوان المسلمين، والحرب هنا اشتعلت بين المعسكرين بعد أن أعلن خلفان رأيه بكل صراحة بالإخوان، فما كان منهم إلا الرد بقوة على قذائف خلفان الافتراضية بهجمات كر وفر يشنها أنصار التنظيم، الذين يبدو أنهم على قدر واضح من التنظيم والترابط، متسلحين بانتصاراتهم الانتخابية الحديثة في بلدان الربيع العربي.

لسنا هنا للفصل في معركة اختار الطرفان وقتها ومكانها وكيفية المقارعة فيها، لكن أعتقد أنه يمكنني أن أوضح للطرفين نقاطاً قد تغيب عنهم في خضم غبار المعارك الذي ما أن ينجلي حتى يتضح للمتحاربين والمتفرجين حجم الدمار الذي خلفته.

 (بوفارس) رجل دوّن اسمه بحروف واضحة كرجل أمن ناجح له آراءه الصريحة في الغرب والجماعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، وله كذلك موقف واضح من العدو الأول إسرائيل والعدو الثاني إيران، والرجل لا تنقصه الشجاعة في إعلان تلك الآراء على رؤوس الأشهاد، بل لعله المسؤول العربي الوحيد الذي يمتلك هذا القدر من الوضوح والشفافية، كما إن الرجل ناجح في عمله مواكباً للعصر، وهو يعلن يومياً عبر معسكره “التويتري” على أنه ينجز جميع المعاملات الخاصة بعمله مع ساعات الصباح الأولى رافعاً لواء التحدي للمنافسين أو الخصوم الذين لم نسمع منهم لحد الآن سوى الشعارات التي لن تبني دولة ولن تصنع مجداً.

 أما الإخوان المسلمين كتنظيم جرار عابر للحدود فهم يعيشون اليوم نشوة الانتصار بعد أن نجحوا في الوصول إلى سدة الحكم في تونس والمغرب ومصر، وفشلوا في إضافة ليبيا لقطار نجاحاتهم، ويتحفزون بضراوة ليكون لهم وجود قوي في سوريا ما بعد الأسد، إلا أنهم يعانون كتنظيم من عواصف التغيير التي تعصف برئيس السودان عمر البشير القادم من خلفية إسلامية (الإخوان المسلمين)، إضافة إلى خسارة موقعهم شعبياً ورسمياً في العراق بعد إخفاق الحزب الإسلامي الذي يمثل (الإخوان المسلمين) في الحفاظ على مكاسبه التي حققها تحت راية محرر بلاد ما بين (القهرين) السيد المبجل جورج دبليو بوش.

ما تقدم هو ملامح معسكر خلفان ومعسكر الإخوان، أما رأيي الشخصي فيما يحدث فأنا هنا أجد نفسي أميل للغة الأرقام التي يتحدث بها خلفان الذي تكلم عن إنجازات بلاده بفخر داعماً كلامه بالأرقام ويعلن موقفه الصريح من التنظيم لأنه في الإمارات يتخذ موقفاً معارضاً للحكم، وهو كرجل أمن يؤكد أن هذه الأصوات القليلة جداً مدفوعة من الخارج، فالإمارات واحدة من أنجح دول المنطقة ولديها عشرات المكاسب والمنجزات التي تفتقر لها أوروبا والعالم المتقدم، لذا ماذا يمكن للمعارض أن يضيف؟ وهنا أنا منحاز لخلفان حتى النخاع، فأي معارضة في بلاد زايد الخير اعتبرها أجندة خارجية سواء كانت إسلامية أو إصلاحية أو حتى شيطانية.

  أما بخصوص الإخوان المسلمين، فأنا شخصياً أطالب بالتريث حتى نرى منجزاتهم على أرض الواقع، فالجماعة الإسلامية التي كانت محظورة ومطاردة ويقبع أغلب قادتها في غياهب السجون لم تلتقط أنفاسها بعد من “المراثونات” الانتخابية المتلاحقة، لذا أجد أن الوقت كفيل بإيضاح جدية الشعارات التي رفعوها في تونس والمغرب ومصر، وعلينا مراقبة ما سيحققونه في البلدان الثلاثة بإنصاف كما راقبنا بإنصاف أيضاً انتكاساتهم في السودان والعراق.

أخيراً، نصيحة لشباب الإخوان المسلمين الذين يشكلون الجيش الافتراضي المدافع عن تاريخ وسمعة التنظيم -وهذا من حقهم- عليكم أن تعرفوا أن هنالك تجارب إسلامية وعربية ناجحة خارج مظلة المرشد العام يمكنكم التعلم منها والافتخار بها، كما يمكننا نحن الذين نقف في منتصف المسافة بينكم وبين معسكر خلفان ممن لا ننتمي للتنظيم أن نتعلم منكم في حال نجاحكم، بل ونشارككم أفراح انتصاراتكم، لأننا ببساطة لسنا في حالة حرب معكم ولسنا خصوماً لكم.

الخميس، 12 يوليو 2012

العثمانيون الجدد.. من مهند إلى أردوغان

هل سمعتم عن دولة عربية تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في شؤون دولة أخرى في القارات الثلاثة التي تحيط بوطننا العربي؟
هل سمعتم عن دولة عربية مغاربية تدخلت في الشؤون الأوربية؟
هل سمعتم عن دولة عربية آسيوية تتدخل في شؤون دولة آسيوية أخرى؟
هل سمعتم عن دولة عربية إفريقية تتدخل في شؤون دولة إفريقية أخرى؟
الجواب بالتأكيد وقطعا لا!. إذن لماذا تتدخل كل هذه الدول في شؤوننا؟
هذه الأسئلة تؤكد بما لا يقبل الشك أن الدول الاستعمارية القديمة لا تزال تنظر إلينا بعقلية المستعمر، لذا تمنح لنفسها الحق للتدخل في شؤوننا، وتصلح ذات بيننا بمناسبة وبدون مناسبة، بتخويل وبدون تخويل.

التاريخ الحديث وطوال قرن مضى لم يسجل أن تدخلت دولنا العربية ملكية كانت أم جمهورية في الشأن السياسي الداخلي للدول المجاورة لها من الدول غير العربية، وأن جميع التدخلات والصراعات التي مارستها دولنا العربية تصنف بصراعات الأخوة الجيران، وهي عربية عربية مع الأسف باستثناء الحرب العراقية الإيرانية، وتلك مسألة أخرى.

ولأن لكل حديث سبب فمن حقكم علي أن أطلعكم على الدوافع التي جعلت الأسئلة تفرخ بعضها على هذه الورقة البيضاء، السبب يكمن في الدور التركي في العالم العربي٬ يا جماعة تركيا تلعب دورا غريبا وعجيبا ومستهجنا وغير مبرر، تركيا التي فشلت في أن تدخل الاتحاد الأوربي لانها لا تود أن تقوم بإصلاحات تتلائم مع المطالب الأوربية تتخذنا ورقة لتعزيز ملفها الهادف والطامح إلى دخول العالم الأوربي، هي تساوم الاوربيين بنا ومن خلالنا، تركيا أعزائي تريد أن تدخل الاتحاد الاوربي من البوابة العربية، تركيا بتحركاتها تقول للعالم أنا شرطي المنطقة العربية وما عليكم إلا أن تعتمدوا علي ولن تندموا.

تركيا ليست جمهورية افلاطون الفاضلة لتلعب دور الوسيط القوي في كافة قضايانا، تركيا لديها من المشاكل الداخلية ما لا يجتمع في دولة أخرى٬ تركيا تقمع الثوار الأكراد في جنوبها ولم نسمع رأيا للعرب في هذا التطهير العرقي الواضح المعالم، تركيا تعتدي على جيرانها باحتلال أراضي قبرصية والملف امام نظر الامم المتحدة بلا حلول قريبة ولم يتحدث العرب عن الموضوع، تركيا تتجاوز حرمة الحدود العراقية بلا استئذان وتقصف من يتمرد عليها داخل اراضينا بدون ان يكون للعرب أي موقف في ذلك، تركيا تجفف نهر الفرات باحتكار منابعه في أوقح ورقة ضغط سياسية، وهنالك مئات الآلاف من الهكتارات الزراعية تتحول إلى أرض بور مما يؤثر على اقتصاد العراق المتداعي أصلا بسبب ما يمر به البلد٬ الماء الذي أصبح يباع في العراق في أحجية آخر الزمان فهل يعقل أن يستورد بلد الأنهار ماء الشرب من الخارج؟

اردوغان يا جماعة زار النجف ليتحدث في شؤون البحرين الداخلية بلا تخويل وبدون وجه حق وبشكل غير مبرر، ومن بعدها يسرب الجهاز الاستخباراتي التركي لوسائل الاعلام معلومات عن وساطة غير حقيقية أنكرتها المعارضة قبل الحكومة في البحرين٬ ولماذا يدخل اردوغان نفسه وحكومته في صراع المرجعيات، فالكل يعلم ان خامنئي يدفع باتجاه التصعيد من خلال حلفاء ايران في العراق وفي مقدمتهم احمد الجلبي بينما ينحى السيستاني منحى آخر، فهو ضد التصعيد لأنه يفكر بأهمية أن يبقى حبل الود العراقي البحريني متصل، تركيا تحشر أنفها بمناسبة ودون مناسبة في أي مشكلة عربية فبعد العراق و لبنان هنالك ليبيا...

في مؤتمر صحفي جمع وزير خارجية البحرين ووزير خارجية تركيا تساءلت بما أن البحرين لديها علاقة صداقة مع قبرص وتركيا تدعي حرصها على البحرين فلماذا لا تلعب البحرين دورا في حلحلت الملف القبرصي التركي، السؤال قابله جواب ديبلوماسي من قبل الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين الذي أكد أنه لا نية للبحرين للتدخل في الموضوع والملف أمام انظار الامم المتحدة ...
لماذا مثلا لا تتدخل دولة مثل المغرب او الجزائر في حسم النزاعات القبلية في ساحل العاج وغينا وغانا؟

لماذا لا تتدخل عمان ودول مجلس التعاون في قضية الاحتلال التنزاني لجزيرة زنجبار جوهرة العرب واندلس افريقيا؟
لماذا لا تطالب جامعة الدول العربية ايران بترك الجزر الاماراتية الثلاثة والا فان الدول العربية ستقطع علاقاتها مع ايران بشكل جماعي؟
لماذا لا يتوسط العراق في الاشكالية التركية الكردية المتفاقمة؟
لماذا لا تعلن لبنان انها وسيط بين قبرص وتركيا؟

لماذا لا تعلن السودان القديمة او الجديدة بانها ترفض الدور الاثيوبي الرامي الى إشعال حرب حدودية بين ارتيريا وجيبوتي؟
ربما هنالك من يقول ان العرب لديهم من المشاكل الداخلية ما فيه الكفاية، لذا فالتدخل في الملفات الخارجية لا مبرر له، هنا اقول تركيا لديها ازمة معارضة مسلحة في الجنوب ومستهدفة من قبل الارهاب ولديها مشاكل دولية مع قبرص ولديهم معارضة سياسية نشطة لكنها تتدخل في شؤوننا بكل وضوح.
لكن ليطمئن العرب فحكوماتنا لن تخطوا هذه الخطوة ولو فعلت لأعلنت تركيا رفضها التدخل في شؤونها الداخلية.

لذا سنترك السياسة ونطلب من الفنانين العرب أن يستنكروا إقدام مهند على رمي اليمين بالثلاثة على الحلوة نور في الحلقة الخامسة والسبعين وليشجبوا قيام لميس بصفع يحيى فقط، لأنه حاول تقبيلها في الحلقة الخمسين بعد المئة! فلعل أهل الفن ينجحوا فيما فشل فيه أهل السياسة.