السبت، 14 يوليو 2012

ضاحي خلفان والإخوان.. داحــس وغبراء «التويـتر»

تشهد مضارب “آل تويتر” حرباً افتراضية ضروساً بين رجل الأمن المحنك الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، وبين الجيش الافتراضي للإخوان المسلمين، والحرب هنا اشتعلت بين المعسكرين بعد أن أعلن خلفان رأيه بكل صراحة بالإخوان، فما كان منهم إلا الرد بقوة على قذائف خلفان الافتراضية بهجمات كر وفر يشنها أنصار التنظيم، الذين يبدو أنهم على قدر واضح من التنظيم والترابط، متسلحين بانتصاراتهم الانتخابية الحديثة في بلدان الربيع العربي.

لسنا هنا للفصل في معركة اختار الطرفان وقتها ومكانها وكيفية المقارعة فيها، لكن أعتقد أنه يمكنني أن أوضح للطرفين نقاطاً قد تغيب عنهم في خضم غبار المعارك الذي ما أن ينجلي حتى يتضح للمتحاربين والمتفرجين حجم الدمار الذي خلفته.

 (بوفارس) رجل دوّن اسمه بحروف واضحة كرجل أمن ناجح له آراءه الصريحة في الغرب والجماعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، وله كذلك موقف واضح من العدو الأول إسرائيل والعدو الثاني إيران، والرجل لا تنقصه الشجاعة في إعلان تلك الآراء على رؤوس الأشهاد، بل لعله المسؤول العربي الوحيد الذي يمتلك هذا القدر من الوضوح والشفافية، كما إن الرجل ناجح في عمله مواكباً للعصر، وهو يعلن يومياً عبر معسكره “التويتري” على أنه ينجز جميع المعاملات الخاصة بعمله مع ساعات الصباح الأولى رافعاً لواء التحدي للمنافسين أو الخصوم الذين لم نسمع منهم لحد الآن سوى الشعارات التي لن تبني دولة ولن تصنع مجداً.

 أما الإخوان المسلمين كتنظيم جرار عابر للحدود فهم يعيشون اليوم نشوة الانتصار بعد أن نجحوا في الوصول إلى سدة الحكم في تونس والمغرب ومصر، وفشلوا في إضافة ليبيا لقطار نجاحاتهم، ويتحفزون بضراوة ليكون لهم وجود قوي في سوريا ما بعد الأسد، إلا أنهم يعانون كتنظيم من عواصف التغيير التي تعصف برئيس السودان عمر البشير القادم من خلفية إسلامية (الإخوان المسلمين)، إضافة إلى خسارة موقعهم شعبياً ورسمياً في العراق بعد إخفاق الحزب الإسلامي الذي يمثل (الإخوان المسلمين) في الحفاظ على مكاسبه التي حققها تحت راية محرر بلاد ما بين (القهرين) السيد المبجل جورج دبليو بوش.

ما تقدم هو ملامح معسكر خلفان ومعسكر الإخوان، أما رأيي الشخصي فيما يحدث فأنا هنا أجد نفسي أميل للغة الأرقام التي يتحدث بها خلفان الذي تكلم عن إنجازات بلاده بفخر داعماً كلامه بالأرقام ويعلن موقفه الصريح من التنظيم لأنه في الإمارات يتخذ موقفاً معارضاً للحكم، وهو كرجل أمن يؤكد أن هذه الأصوات القليلة جداً مدفوعة من الخارج، فالإمارات واحدة من أنجح دول المنطقة ولديها عشرات المكاسب والمنجزات التي تفتقر لها أوروبا والعالم المتقدم، لذا ماذا يمكن للمعارض أن يضيف؟ وهنا أنا منحاز لخلفان حتى النخاع، فأي معارضة في بلاد زايد الخير اعتبرها أجندة خارجية سواء كانت إسلامية أو إصلاحية أو حتى شيطانية.

  أما بخصوص الإخوان المسلمين، فأنا شخصياً أطالب بالتريث حتى نرى منجزاتهم على أرض الواقع، فالجماعة الإسلامية التي كانت محظورة ومطاردة ويقبع أغلب قادتها في غياهب السجون لم تلتقط أنفاسها بعد من “المراثونات” الانتخابية المتلاحقة، لذا أجد أن الوقت كفيل بإيضاح جدية الشعارات التي رفعوها في تونس والمغرب ومصر، وعلينا مراقبة ما سيحققونه في البلدان الثلاثة بإنصاف كما راقبنا بإنصاف أيضاً انتكاساتهم في السودان والعراق.

أخيراً، نصيحة لشباب الإخوان المسلمين الذين يشكلون الجيش الافتراضي المدافع عن تاريخ وسمعة التنظيم -وهذا من حقهم- عليكم أن تعرفوا أن هنالك تجارب إسلامية وعربية ناجحة خارج مظلة المرشد العام يمكنكم التعلم منها والافتخار بها، كما يمكننا نحن الذين نقف في منتصف المسافة بينكم وبين معسكر خلفان ممن لا ننتمي للتنظيم أن نتعلم منكم في حال نجاحكم، بل ونشارككم أفراح انتصاراتكم، لأننا ببساطة لسنا في حالة حرب معكم ولسنا خصوماً لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق