الأحد، 9 سبتمبر 2012
ماذا تفعل إيران في السودان؟
يقول الخبر في الصفحة الاولى لصحيفة “الانتقاد” التابعة لـ “حزب الله” اللبناني أحد الأجنحة العسكرية لولاية الفقيه الإيرانية، إن مرشدهم علي خامنئي قد اجتمع بـ 300 شاب سوداني يدرسون في حوزة تحمل اسم الخميني في مدينة قم الإيرانية، هذا السطر المفخخ بأكثر من معلومة هو ما يهمني شخصياً. أولا دعوني أعترف أن المعلومة غريبة، وذلك لأنني ورغم كل علاقاتي القوية مع شخصيات سودانية معروفة من المعارضة والموالاة، ورغم زياراتي المتكررة للسودان “الموحد و المجزأ” لم أسمع يوما عن نشاط علني لولاية الفقيه في السودان، إلا أن الأخبار المسربة عبر وثائق دبلوماسية تشير في أكثر من مكان إلى علاقة وثيقة ومتشعبة، حيث تشير المصادر السياسية إلى أن الدولتين حافظتا على علاقات دبلوماسية وعسكرية وثيقة، منذ تسلم الرئيس السوداني عمر البشير السلطة في السودان عام 1989، ويستدل المراقبون على صحة هذه المعلومة بزيارة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في ديسمبر 1991، والزيارة الرسمية إلى الخرطوم رافقه خلالها أكثر من 150 مسؤولاً إيرانياً، وفي تلك الزيارة تعهدت إيران بدفع مبلغ 17 مليون دولار على شكل مساعدات مالية للسودان، وأجرت ترتيبات للمساعدة في دفع مبلغ إضافي بقيمة 300 مليون دولار ثمن أسلحة صينية يتم إرسالها إلى حكومة الخرطوم، وتعهدت إيران كذلك بتقديم مليون طن من النفط سنوياً كمساعدات اقتصادية، وبرزت العلاقة السياسية بشكل لافت عند صدور مذكرة الاعتقال بحق الرئيس البشير، حيث تعتبر إيران من أكثر الدول المساندة للرئيس السوداني الذي يواجه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم حرب اقترفت في إقليم دارفور، ووفقاً لمصادر سياسية مختلفة من ضمنها موقع “ويكيليكس”، فإن إيران تقدم المساعدة المباشرة للجيش السوداني في الحرب الدائرة في إقليم دارفور. وفي عام 2008 وقعت الحكومتان الإيرانية والسودانية على اتفاق سري في مجال التعاون الأمني، الاتفاق يمنح الحرس الثوري الإيراني بموجب هذا الاتفاق الحق في امتلاك معسكرات تدريب تستخدم لتدريب الجماعات “المسلحة”.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق