الخميس، 23 أغسطس 2012

مقناص اهل البحرين

اضغط هنا-مقناص اهل البحرين - محمد العرب

عرفت الصقارة لدى الكثير من الشعوب والأمم فقد حمل التاريخ بين طياته تراث هذه الرياضة الزاخرة بالعادات والتقاليد التي قد تختلف باختلاف الزمان و المكان إلا إنها تتفق في ولعهم بالصيد بالصقور

ففي حضارة وادي الرافدين نقلت لنا ملحمة جلجامش السومرية في الإلف الثانية قبل الميلاد نصوصا جلية عن الصيد بالطيور كذلك احتوت أحدى المنحوتات الآشورية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد , معلومات غنية عن ممارسة الآشوريين للصقارة واهتم البابليون بهذه الرياضة في المدة التي أعقبت القرن الرابع قبل الميلاد إذ كان هناك ديوان خاص بالصقور يدعى (( تاكاتايبي )) وكان هذا الديوان في أحدى الأوقات لا يقل أهمية عند البابليين عن دواوين الجيش أو الزراعة كما واختيرت مزارع خاصة للطرائد هي بمثابة محميات طبيعية لها.
إما في حضارة وادي النيل, فقد دلت أشكال وصور الصقور الموجودة في المعابد الفرعونية علي أهمية الصقر وترافقت هذه الصور مع بعض النصوص التي بينت معرفة المصريين القدماء بطرق وأساليب الصيد بالصقور.
وذكر الموروث التاريخي والديني إن نمرود كان صيادا متمرسا في الصيد بالصقور وان النبيين إسماعيل وداود ((عليهما السلام )) كانا علي دراية ومعرفة بالصقارة.
والصقارة لم تكن حكرا على المنطقة العربية وحسب بل نقل لنا بعض المؤرخين ان الصقارة عرفت فى تخوم آسيا الشرقية ((في الصين وكوريا واليابان التي ضمت أضخم تجمعات للطيور الجارحة المستخدمة في الصيد.
فقد ذكرت كتب المؤرخين بأن القائد المغولي جانكيز خان(1167-1227م) كان يخرج في حملات كبيرة للصيد بالصقور, بالإضافة إلى ان الأوروبيين والأفريقيين مارسوا رياضة الصيد بالصقور. حتى انه كان يطلق عليها " رياضة الملوك “ ويعد الملك الروماني فريدريك الثاني ((1194- 1250)) من أعظم صياد بالصقور في تلك الحقبة.
عرف العرب رياضة الصيد بالصقور منذ الجاهلية وروضت الصقور من اجل تسخيرها لمنافعهم, فهي لم تكن وسيله لكسب الرزق بل كانت متعة من متع النفس.
فأعلى العرب من شأن الصيد ( القنص) ومدح القناص على انه رجل لا يأكل إلا من صيد يده فهو بذلك مجال من مجالات الفخر والأنفة. وقد تسامت العلاقة بين العربي و الصقر حتى صار شكلا من أشكال التراث العريق,لذا نلاحظ إن أمراء وفرسان العرب وشيوخ مارسوا الصقارة وتوارثوها أبا عن جد . ولا ننسي بان نذكر مدي افتتان معظم الخلفاء الأمويين والعباسيين بهذه الرياضة ومارسوها بزخم وكتبوا الشعر عنها وضربوا بها الأمثال.
ويذكر بان أول من صاد بالصقر ودربه هو ( الحارث بن معاوية بن ثور الكندي)حيث يحكى بأنه خرج يوما إلى البرية وإذ هو واقف بجانب صياد ينصب شراكا للعصافير انقض صقر على عصفور علق في الشبكة فعلق هو بها أيضا, فأخذه الحارث وأطعمة ودربة وصار يحمله أينما يذهب على يده وعلمه الصيد ومنذ ذلك الحين انتشرت رياضة الصيد بالصقور بين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق