الأحد، 29 يوليو 2012

إيران تهددكم أيها العرب.. فما أنتم فاعلون؟

بكل وقاحة وبكل عدوانية وبكل وضوح؛ حذر الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، من تسليح المعارضة السورية، ووجه تهديداً شديد اللهجة ضد الأطراف العربية المؤيدة للثوار في سوريا، واصفاً هذه الأطراف بـ«العرب المنبوذين”، وأكد المسؤول العسكري البارز أن حلفاء النظام السوري لن يسمحوا بتغيير نظام بشار الأسد وأنهم سيوجهون “ضربات حاسمة” لأعداء دمشق، حسب ما نقله موقع “سپاه نيوز” التابع لمكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، ونقل الموقع عن الجنرال مسعود جزائري قوله: “الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام”.وأضاف جزائري: “أن أياً من أصدقاء سوريا والجبهة العريضة للمقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة إلى جبهة الأعداء، وخاصة العرب المنبوذين”، ووصف مسعود جزائري الدول الداعمة للثوار في سوريا بـ«جبهة الشيطان الكبرى”، متهماً “الصهيونية” و«الاستكبار العالمي” بشن حرب كاملة ضد النظام في سوريا، وأكد بأن “الشعب والحكومة السورية” سيفشلان هذه “المؤامرة” حسب تعبيره.

إذاً هو تهديد ووعيد وتدخل سافر في شؤون العرب وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبكلام واضح بلا غموض، وهذا يثبت بشكل قاطع لا يقبل الشك ولا التأويل ولا تفنيد أن إيران جارة سوء لا تريد الخير للشعوب العربية، فهي تحارب الأنظمة التي لا تحالفها حتى ولو كانت أنظمة متقدمة ولديها علاقة طيبة مع شعوبها وتدافع عن الأنظمة الحليفة لها حتى لو كانت أنظمة شيطانية وتكتم أنفاس شعوبها وتسلبه حقوقه وخيراته.إيران تحالف من يخدم مصالحها حتى لو كان الشيطان، والأمثلة كثيرة، لكن أعتقد أكثرها صراحة هو ما سأورده هنا للتذكير، وهو حدث لم ينل نصيباً عادلاً من التحليل.

 في عام 1991 خرجت أذربيجان عن تحت عباءة الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره بلا رجعة، لتصبح بذلك الدولة الشيعية الثانية بعد إيران، ومع ذلك اتخذت إيران منها موقفاً معادياً رغم وحدة المذهب وانحدار ثلث الشعب الإيراني من أصول أذرية والشراكة الاقتصادية بآبار النفط والغاز على شواطئ بحر قزوين، مما دفع بأذربيجان للتحالف مع تركيا بعد أن وقفت إيران بقوة إلى جانب أرمينيا في مطالبتها بالسيادة على إقليم ناكاورني كاراباخ، الذي يقع جغرافياً في قلب أذربيجان، وساندت إيران أرمينيا عسكرياً ومالياً وسياسياً في حربها ضد أذربيجان الشيعية، حتى ربحت أرمينيا الحرب وضمت الإقليم إليها بالقوة. إذاً هذه الحادثة وحوادث أخرى تكذب مزاعم إيران بأنها الدولة المدافعة عن المذهب الشيعي، وإلا لكانت وقفت مع أذربيجان الشيعية، لكنها تخاف من انقلاب المكون الأذري الإيراني في حال وجود دولة أذرية قوية مثل أذربيجان، بينما تحالف إيران كوبا مثلاً، وهي دولة شيوعية، ولا أعتقد أن هناك رابطاً بين الشيوعية والمذهب الشيعي اللهم إلا التشابه بالحروف. إيران اليوم تدافع عن بشار الأسد ليس من منطلق طائفي أبداً؛ بل لأنها لم تجد غيره ليلعب دور الحليف الأعمى الذي لا يعرف كلمة لا للولي الفقيه في إيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق