الأحد، 29 يوليو 2012

إيران تهددكم أيها العرب.. فما أنتم فاعلون؟

بكل وقاحة وبكل عدوانية وبكل وضوح؛ حذر الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، من تسليح المعارضة السورية، ووجه تهديداً شديد اللهجة ضد الأطراف العربية المؤيدة للثوار في سوريا، واصفاً هذه الأطراف بـ«العرب المنبوذين”، وأكد المسؤول العسكري البارز أن حلفاء النظام السوري لن يسمحوا بتغيير نظام بشار الأسد وأنهم سيوجهون “ضربات حاسمة” لأعداء دمشق، حسب ما نقله موقع “سپاه نيوز” التابع لمكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، ونقل الموقع عن الجنرال مسعود جزائري قوله: “الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام”.وأضاف جزائري: “أن أياً من أصدقاء سوريا والجبهة العريضة للمقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة إلى جبهة الأعداء، وخاصة العرب المنبوذين”، ووصف مسعود جزائري الدول الداعمة للثوار في سوريا بـ«جبهة الشيطان الكبرى”، متهماً “الصهيونية” و«الاستكبار العالمي” بشن حرب كاملة ضد النظام في سوريا، وأكد بأن “الشعب والحكومة السورية” سيفشلان هذه “المؤامرة” حسب تعبيره.

إذاً هو تهديد ووعيد وتدخل سافر في شؤون العرب وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبكلام واضح بلا غموض، وهذا يثبت بشكل قاطع لا يقبل الشك ولا التأويل ولا تفنيد أن إيران جارة سوء لا تريد الخير للشعوب العربية، فهي تحارب الأنظمة التي لا تحالفها حتى ولو كانت أنظمة متقدمة ولديها علاقة طيبة مع شعوبها وتدافع عن الأنظمة الحليفة لها حتى لو كانت أنظمة شيطانية وتكتم أنفاس شعوبها وتسلبه حقوقه وخيراته.إيران تحالف من يخدم مصالحها حتى لو كان الشيطان، والأمثلة كثيرة، لكن أعتقد أكثرها صراحة هو ما سأورده هنا للتذكير، وهو حدث لم ينل نصيباً عادلاً من التحليل.

 في عام 1991 خرجت أذربيجان عن تحت عباءة الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره بلا رجعة، لتصبح بذلك الدولة الشيعية الثانية بعد إيران، ومع ذلك اتخذت إيران منها موقفاً معادياً رغم وحدة المذهب وانحدار ثلث الشعب الإيراني من أصول أذرية والشراكة الاقتصادية بآبار النفط والغاز على شواطئ بحر قزوين، مما دفع بأذربيجان للتحالف مع تركيا بعد أن وقفت إيران بقوة إلى جانب أرمينيا في مطالبتها بالسيادة على إقليم ناكاورني كاراباخ، الذي يقع جغرافياً في قلب أذربيجان، وساندت إيران أرمينيا عسكرياً ومالياً وسياسياً في حربها ضد أذربيجان الشيعية، حتى ربحت أرمينيا الحرب وضمت الإقليم إليها بالقوة. إذاً هذه الحادثة وحوادث أخرى تكذب مزاعم إيران بأنها الدولة المدافعة عن المذهب الشيعي، وإلا لكانت وقفت مع أذربيجان الشيعية، لكنها تخاف من انقلاب المكون الأذري الإيراني في حال وجود دولة أذرية قوية مثل أذربيجان، بينما تحالف إيران كوبا مثلاً، وهي دولة شيوعية، ولا أعتقد أن هناك رابطاً بين الشيوعية والمذهب الشيعي اللهم إلا التشابه بالحروف. إيران اليوم تدافع عن بشار الأسد ليس من منطلق طائفي أبداً؛ بل لأنها لم تجد غيره ليلعب دور الحليف الأعمى الذي لا يعرف كلمة لا للولي الفقيه في إيران.

الأربعاء، 25 يوليو 2012

الفلوجة.. ديمقراطية أمــريكـــــا المعـــوجـــــة

إعلام أعور ورخيص ومأجور ومنافق وعميل؛ ذلك الذي يفتح العيون على مصراعيها على أحداث القطيف المفتعلة ويغمض العيون والحواس الخمسة عن مأساة الفلوجة المتجددة.

 نعم ملف الإبادة الجماعية بحق أهل الفلوجة والتي حدثت أمام عيون الجميع لم تغلق بعد، وللتذكير بالفصول القديمة والجديدة فإن حصاد ماكينة القتل الأمريكية برعاية دولية صامتة ومتخاذلة كانت في حصيلة نهائية للمعركة الأولى والثانية 35000 ألف بيت ومحل تجاري ومصنع تم تسويتها في الأرض، و10000 شهيد وشهيدة دفن جزء كبير منهم كأشلاء بلا رؤوس أو أطراف، و5000 معاق لا يزالون ينظرون بكبرياء لصمت العالم المخزي وهم الشهود الأحياء على الإبادة، و40000 يتيم عاصروا الموت والحرمان والجوع والعطش بعد استشهاد أحد الأبوين أو كلاهما، و6000 أرملة على عاتقها اليوم إعالة وتربية الأيتام في ظل تقاعس حكومي مقصود، و100 مأذنة أصبحت أثراً من بعد عين في مدينة تعرف في العالم الإسلامي بمدينة المساجد والمآذن، أما الفصل الجديد فهو انتشار واسع للإصابة بأنواع من مرض السرطان لم يعرفها العراق ولا المنطقة، وظهور أكثر من 1500 حالة تشوه بين أطفال الفلوجة مات أكثر من نصفهم بينما يعيش البعض الآخر مع إعاقة وتشوهات يقول عنها الأطباء «إنهم لم يدرسوها في كليات الطب ولم يسمعوا بها»، وهي بالتأكيد نتيجة الأسلحة المحرمة دولياً والتي أمطرتها فوق رؤوس أهالي الفلوجة راعية الديمقراطية حول العالم أمريكا المبجلة، عليها وعلى رؤسائها المتعاقبين الأحياء منهم والأموات ما يستحقون من الله جل في عليائه.

بالتأكيد أن الفصل الجديد من أحزان هذه المدينة هو نتيجة الآثار الكارثية لليورانيوم المنضب المستخدم في القنابل التي ألقتها القوات الأمريكية على الفلوجة سنة 2004، والتي أدت إلى ازدياد حالات الإصابة بالسرطان إلى جانب كثرة المواليد المشوهين، بالتأكيد إن هذه الحقائق لم يكشفها الإعلام العربي، ولم يتناولها إلا بعد أن أصدر معهد «فورين بوليسي إن فوكس» الأمريكي تقريراً مهماً جاء فيه: إن الرواية الرسمية لـ «حرب» الفلوجة كانت مشرقة، حيث انتعشت المدينة مرة أخرى، لكن هذه الروايات تتجاهل عادة الآثار الطويلة التي تتركها الحرب على السكان، واحدة من هذه المشاكل الأكثر خطورة، برأي المعهد، هي تفاقم الأزمة الصحية العامة في السنوات التي تلت الغزو، كانت التقارير الطبية تشير إلى زيادة مهولة في عدد الولادات المبكرة ووفيات الرضع والعيوب الخلقية أثناء الولادة، حيث ولد كثيرون من دون جماجم أو مع نقص في أحد الأعضاء الرئيسة أو من دون ذراعين أو ساقين وأنه من أصل 170 طفلاً ولدوا في شهر سبتمبر من العام 2009 على سبيل المثال، توفي 24% منهم خلال الأيام السبعة الأولى علماً أنهم كانوا مشوهين بنسبة 74%، وأضاف «على مرّ السنين يبدو أن الأزمة تزداد سوءاً، في وقت يحذر الأطباء من تزايد نسبة العقم لدى النساء».وأشار المعهد إلى أن «الآراء الطبية العديدة تربط بين هذه الأزمة والأسلحة التي استخدمها الأمريكيون، لا سيما وأن هؤلاء قد أقروا أنهم استخدموا الأسلحة الفوسفورية التي تسبب حروقاً بالغة في الفلوجة، مستدركاً بالقول رغم إنكار المسؤولين الأمريكيين أنهم استهدفوا المدنيين أو استخدموا اليورانيوم المنضب إلا أن احتمال تسبب الأسلحة التي استخدموها بكارثة الفلوجة الصحية يبقى الأكثر ترجيحاً.

وذكر المعهد؛ حاول الدكتور كريستوفر بوسبي، وهو أستاذ كيمياء في جامعة أولستر البريطانية والمتخصص في علم السموم البيئية، في دراستين حديثتين أجراهما لتفسير أزمة الفلوجة الصحية. وفي الدراسة الأولى، التي أجراها فريق من الباحثين زاروا 711 أسرة في الفلوجة، تبين أن العيوب الخلقية، بما في ذلك تشوهات الهيكل العظمي ومشاكل القلب، ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في العام 2010.وفي الدراسة الثانية، التي أجريت على عينات شعر 25 من آباء وأمهات أطفال مشوهين في الفلوجة، تبيّن أنها تحمل مادة اليورانيوم، وقد أكدت الدراسة أن هذا هو سبب ذات صلة رئيسة بموضوع العيوب الخلقية والإصابة بالسرطان في الفلوجة.ويعتبر المعهد أن صمت الصحافة الأمريكية حول ما حصل في الفلوجة، يعكس رغبة حقيقية في نسيان هذا الفصل «المخزي» في تاريخ السياسة الأمريكية في العراق.

وشهد شاهد من أهلها وتعظيم سلام للديمقراطية الأمريكية.

السبت، 21 يوليو 2012

الرسالة إلى المشير

ومضة...

عذراً أيها الربيع فأنت في قفص الاتهام حتى تثبت الأيام براءتك من دماء أبناء أمتي.. 

حديث الطباشير..

في الصف الأول الابتدائي كنت أدرس في مدرسة العقيدة في مدينة الفلوجة العراقية على يد الأستاذ صباح، المنتمي إلى طائفة الصابئة في العراق، وكان الأستاذ يكتب بالطباشير في بداية كل يوم على السبورة عبارة تزرع المواطنة في عقولنا الصغيرة، وفي يوم من الأيام كتب الأستاذ صباح عبارة (الجيش سور للوطن).فقلت له: يا أستاذ كيف يكون سور وهو يدافع خارج حدوده، وكانت وقتها الحرب العراقية الإيرانية في بدايتها؟ فقال لي: يا محمد الجيش سور يعيق دخول الأعداء إلى الوطن ويعيق خروجهم منه أيضاً في ما إذا كانوا قد تسللوا إلى داخل البلد.

رسالة...

من هنا أيها المشير طنطاوي أقولها لك بلا رتوش ولا مقدمات جيش مصر بكل ما يحمل من تاريخ وانتصارات ومواقف يتعرض إلى هجوم إعلامي ممنهج مدروس للتشكيك فيه وكسر معنوياته وزرع الفتنة بينه وبين باقي أفراد الشعب المصري. اعتقد أن الشرق الأوسط الجديد لن يكون كما يريده الغرب إلا بعد القضاء على الجيوش العربية التقليدية القوية ، الجيش العراقي أصبح مرتعاً للمليشيات والأحزاب الدينية، والجيش السوري تحول إلى أداة قتل طائفية بمباركة إيرانية، أما الجيش المصري المستهدف بطريقة مدروسة فقد بدأنا نسمع في شوارع القاهرة المحروسة عبارات (يسقط العسكر) بعد أن كانت القاهرة وسائر بلدان العرب تتغنى بانتصاراته في المنازل والمحافل.إن عدم تدخل المجلس العسكري في نتيجة الانتخابات الرئاسية فضح بشكل كبير حملة الشائعات المغرضة لتشويه سمعة القوات المسلحة بمصر ولا يمكن التفريق هنا بين المجلس العسكري والقوات المسلحة لأنهما جزأين من الجيش المصري.

 قال الحكيم..

قال توفيق الحكيم في 9 أكتوبر 1973: (عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فيها)، والمعنى أن مصر هي دائماً مصر تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لا تنام وإذا هجعت قليلاً فإن لها هيبة ولها زمجرة، ثم قيام سوف تذكر مصر في تاريخها هذه اللحظة بالشكر والفخر.رباط الخيل..الجيش المصري يتفوق على الجيش الإسرائيلي في عدد الجنود النظاميين ووحدات الإسناد وعدد الطائرات القتالية وعدد المروحيات الهجومية وعدد الغواصات بالإضافة إلى أنه جيش له تاريخ حربي مشرف ويعول عليه كثيراً في خلق التوازن العسكري في المنطقة مع العدو الأول والثاني (إسرائيل وإيران)؛ لذا لوضع النقاط على الحروف نقول إن الماكينة الإعلامية التي تحاول ضرب سمعة الجيش المصري تكون إما ماكينة إعلامية معادية أو عميلة للعدو الأول أو الثاني .

أخيراً..

الجيش سور للوطن

الخميس، 19 يوليو 2012

رسائل الطماطم الفاسدة

في الإسكندرية رشق محتجون غاضبون وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالأحذية وزجاجات الماء الفارغة والطماطم الفاسدة، وأسمعوها ما طاب لهم من الهتافات بداية بعبارة (اخرجي من بلادنا) و(زيارتك غير مرحب بها) ونهاية بهتاف طويل متكرر بإيقاع موسيقي حماسي باسم غريمتها فتاة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، في تذكير لتفاصيل فضيحة زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ولسان حالهم يقول “كيف لمن لم تستطع الحفاظ على زوجها أن تحافظ على أمن بلدنا”.

 الطماطم الإسكندرانية كانت فاسدة، على ذمة مغرد تويتري، اعترض على كلمة هيلاري التي قالت فيها (إن من رشق الموكب بالطماطم كان هدراً وخسارة)، واعتبرها تذكيراً بالوضع الاقتصادي المتردي لمصر المحروسة وأهمية المساعدات الأمريكية، المغرد الإسكندراني قال (لا يمكن إهدار الثمار الفاسدة لأن مكانها الطبيعي في حاوية للنفايات، لذا لا يوجد خسارة في رميها باتجاه شخص غير مرغوب فيه).

 ومن المفارقات الغريبة أنه في نفس اليوم كانت إدارة حملة الرئيس الأمريكي أوباما قد نشرت على موقعها الإلكتروني صوراً لجولة أوباما في ولاية فيرجينيا وهو ينتقي ويشتري الطماطم من أحد أسواق الولاية، فهل للطماطم إشارة ما لا يعرفها إلا من أنبتها وجعلها غذاء لبني البشر من عرب وعجم؟ أحد الإخوة الذين يتمتعون بحس الدعابة قال إنها إشارة على عمق الخلاف بين أوباما ووزير خارجيته وهو يتشفى بها على الطريقة الأمريكية.

 أعتقد أن من أهم رسائل موقعة الطماطم أن الشعب المصري بدأ يشعر بالضيق من حشر إدارة أوباما أنفها في كل شيء في مصر، وكذلك عدم ثقتهم بالنصائح الأمريكية التي تتدور بشكل كامل في فلك الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، حتى لو كانت الضريبة تسدد من أرواح أبناء مصر.

 أنا شخصياً أعلنها بوضوح؛ لا أوافق على هذا التصرف من قبل المحتجين، وذلك من منطلق خوف على مصير أسعار الطماطم فوق سطح (المخروبة)، والتي قد ترتفع بشكل جنوني مع قدوم الشهر الفضيل، إضافة إلى رد الفعل الانتقامي من قبل الإخوة المتأمركين من التجار الذين سينتقمون منا شر انتقام بسبب تجرؤ أهلنا في الإسكندرية على رشق راعية الديمقراطية المعلبة بالطماطم الفاسدة، وقيل إنها متعفنة والعهدة على الراوي.

   حادثة الطماطم لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة بحق مسؤول أمريكي، وأعتقد أننا سنضطر في القادم من الأيام للتسلح بحزام من الطماطم الفاسدة أينما حل بنا المقام لرشق من يضع نفسه في موقف معادي لإرادة الجماهير.

  ختاماً على الغالية هيلاري أن لا تحزن فهذه هي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي التي تدافع عنها أمريكا بضراوة وتقوم بإرسال الجيوش لزرعها في الشرق الأوسط الجديد، لذا فمن يزرع ديمقراطية منتهية الصلاحية فإنه بالتأكيد سيحصد طماطم فاسدة.

السبت، 14 يوليو 2012

ضاحي خلفان والإخوان.. داحــس وغبراء «التويـتر»

تشهد مضارب “آل تويتر” حرباً افتراضية ضروساً بين رجل الأمن المحنك الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، وبين الجيش الافتراضي للإخوان المسلمين، والحرب هنا اشتعلت بين المعسكرين بعد أن أعلن خلفان رأيه بكل صراحة بالإخوان، فما كان منهم إلا الرد بقوة على قذائف خلفان الافتراضية بهجمات كر وفر يشنها أنصار التنظيم، الذين يبدو أنهم على قدر واضح من التنظيم والترابط، متسلحين بانتصاراتهم الانتخابية الحديثة في بلدان الربيع العربي.

لسنا هنا للفصل في معركة اختار الطرفان وقتها ومكانها وكيفية المقارعة فيها، لكن أعتقد أنه يمكنني أن أوضح للطرفين نقاطاً قد تغيب عنهم في خضم غبار المعارك الذي ما أن ينجلي حتى يتضح للمتحاربين والمتفرجين حجم الدمار الذي خلفته.

 (بوفارس) رجل دوّن اسمه بحروف واضحة كرجل أمن ناجح له آراءه الصريحة في الغرب والجماعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، وله كذلك موقف واضح من العدو الأول إسرائيل والعدو الثاني إيران، والرجل لا تنقصه الشجاعة في إعلان تلك الآراء على رؤوس الأشهاد، بل لعله المسؤول العربي الوحيد الذي يمتلك هذا القدر من الوضوح والشفافية، كما إن الرجل ناجح في عمله مواكباً للعصر، وهو يعلن يومياً عبر معسكره “التويتري” على أنه ينجز جميع المعاملات الخاصة بعمله مع ساعات الصباح الأولى رافعاً لواء التحدي للمنافسين أو الخصوم الذين لم نسمع منهم لحد الآن سوى الشعارات التي لن تبني دولة ولن تصنع مجداً.

 أما الإخوان المسلمين كتنظيم جرار عابر للحدود فهم يعيشون اليوم نشوة الانتصار بعد أن نجحوا في الوصول إلى سدة الحكم في تونس والمغرب ومصر، وفشلوا في إضافة ليبيا لقطار نجاحاتهم، ويتحفزون بضراوة ليكون لهم وجود قوي في سوريا ما بعد الأسد، إلا أنهم يعانون كتنظيم من عواصف التغيير التي تعصف برئيس السودان عمر البشير القادم من خلفية إسلامية (الإخوان المسلمين)، إضافة إلى خسارة موقعهم شعبياً ورسمياً في العراق بعد إخفاق الحزب الإسلامي الذي يمثل (الإخوان المسلمين) في الحفاظ على مكاسبه التي حققها تحت راية محرر بلاد ما بين (القهرين) السيد المبجل جورج دبليو بوش.

ما تقدم هو ملامح معسكر خلفان ومعسكر الإخوان، أما رأيي الشخصي فيما يحدث فأنا هنا أجد نفسي أميل للغة الأرقام التي يتحدث بها خلفان الذي تكلم عن إنجازات بلاده بفخر داعماً كلامه بالأرقام ويعلن موقفه الصريح من التنظيم لأنه في الإمارات يتخذ موقفاً معارضاً للحكم، وهو كرجل أمن يؤكد أن هذه الأصوات القليلة جداً مدفوعة من الخارج، فالإمارات واحدة من أنجح دول المنطقة ولديها عشرات المكاسب والمنجزات التي تفتقر لها أوروبا والعالم المتقدم، لذا ماذا يمكن للمعارض أن يضيف؟ وهنا أنا منحاز لخلفان حتى النخاع، فأي معارضة في بلاد زايد الخير اعتبرها أجندة خارجية سواء كانت إسلامية أو إصلاحية أو حتى شيطانية.

  أما بخصوص الإخوان المسلمين، فأنا شخصياً أطالب بالتريث حتى نرى منجزاتهم على أرض الواقع، فالجماعة الإسلامية التي كانت محظورة ومطاردة ويقبع أغلب قادتها في غياهب السجون لم تلتقط أنفاسها بعد من “المراثونات” الانتخابية المتلاحقة، لذا أجد أن الوقت كفيل بإيضاح جدية الشعارات التي رفعوها في تونس والمغرب ومصر، وعلينا مراقبة ما سيحققونه في البلدان الثلاثة بإنصاف كما راقبنا بإنصاف أيضاً انتكاساتهم في السودان والعراق.

أخيراً، نصيحة لشباب الإخوان المسلمين الذين يشكلون الجيش الافتراضي المدافع عن تاريخ وسمعة التنظيم -وهذا من حقهم- عليكم أن تعرفوا أن هنالك تجارب إسلامية وعربية ناجحة خارج مظلة المرشد العام يمكنكم التعلم منها والافتخار بها، كما يمكننا نحن الذين نقف في منتصف المسافة بينكم وبين معسكر خلفان ممن لا ننتمي للتنظيم أن نتعلم منكم في حال نجاحكم، بل ونشارككم أفراح انتصاراتكم، لأننا ببساطة لسنا في حالة حرب معكم ولسنا خصوماً لكم.

الخميس، 12 يوليو 2012

العثمانيون الجدد.. من مهند إلى أردوغان

هل سمعتم عن دولة عربية تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في شؤون دولة أخرى في القارات الثلاثة التي تحيط بوطننا العربي؟
هل سمعتم عن دولة عربية مغاربية تدخلت في الشؤون الأوربية؟
هل سمعتم عن دولة عربية آسيوية تتدخل في شؤون دولة آسيوية أخرى؟
هل سمعتم عن دولة عربية إفريقية تتدخل في شؤون دولة إفريقية أخرى؟
الجواب بالتأكيد وقطعا لا!. إذن لماذا تتدخل كل هذه الدول في شؤوننا؟
هذه الأسئلة تؤكد بما لا يقبل الشك أن الدول الاستعمارية القديمة لا تزال تنظر إلينا بعقلية المستعمر، لذا تمنح لنفسها الحق للتدخل في شؤوننا، وتصلح ذات بيننا بمناسبة وبدون مناسبة، بتخويل وبدون تخويل.

التاريخ الحديث وطوال قرن مضى لم يسجل أن تدخلت دولنا العربية ملكية كانت أم جمهورية في الشأن السياسي الداخلي للدول المجاورة لها من الدول غير العربية، وأن جميع التدخلات والصراعات التي مارستها دولنا العربية تصنف بصراعات الأخوة الجيران، وهي عربية عربية مع الأسف باستثناء الحرب العراقية الإيرانية، وتلك مسألة أخرى.

ولأن لكل حديث سبب فمن حقكم علي أن أطلعكم على الدوافع التي جعلت الأسئلة تفرخ بعضها على هذه الورقة البيضاء، السبب يكمن في الدور التركي في العالم العربي٬ يا جماعة تركيا تلعب دورا غريبا وعجيبا ومستهجنا وغير مبرر، تركيا التي فشلت في أن تدخل الاتحاد الأوربي لانها لا تود أن تقوم بإصلاحات تتلائم مع المطالب الأوربية تتخذنا ورقة لتعزيز ملفها الهادف والطامح إلى دخول العالم الأوربي، هي تساوم الاوربيين بنا ومن خلالنا، تركيا أعزائي تريد أن تدخل الاتحاد الاوربي من البوابة العربية، تركيا بتحركاتها تقول للعالم أنا شرطي المنطقة العربية وما عليكم إلا أن تعتمدوا علي ولن تندموا.

تركيا ليست جمهورية افلاطون الفاضلة لتلعب دور الوسيط القوي في كافة قضايانا، تركيا لديها من المشاكل الداخلية ما لا يجتمع في دولة أخرى٬ تركيا تقمع الثوار الأكراد في جنوبها ولم نسمع رأيا للعرب في هذا التطهير العرقي الواضح المعالم، تركيا تعتدي على جيرانها باحتلال أراضي قبرصية والملف امام نظر الامم المتحدة بلا حلول قريبة ولم يتحدث العرب عن الموضوع، تركيا تتجاوز حرمة الحدود العراقية بلا استئذان وتقصف من يتمرد عليها داخل اراضينا بدون ان يكون للعرب أي موقف في ذلك، تركيا تجفف نهر الفرات باحتكار منابعه في أوقح ورقة ضغط سياسية، وهنالك مئات الآلاف من الهكتارات الزراعية تتحول إلى أرض بور مما يؤثر على اقتصاد العراق المتداعي أصلا بسبب ما يمر به البلد٬ الماء الذي أصبح يباع في العراق في أحجية آخر الزمان فهل يعقل أن يستورد بلد الأنهار ماء الشرب من الخارج؟

اردوغان يا جماعة زار النجف ليتحدث في شؤون البحرين الداخلية بلا تخويل وبدون وجه حق وبشكل غير مبرر، ومن بعدها يسرب الجهاز الاستخباراتي التركي لوسائل الاعلام معلومات عن وساطة غير حقيقية أنكرتها المعارضة قبل الحكومة في البحرين٬ ولماذا يدخل اردوغان نفسه وحكومته في صراع المرجعيات، فالكل يعلم ان خامنئي يدفع باتجاه التصعيد من خلال حلفاء ايران في العراق وفي مقدمتهم احمد الجلبي بينما ينحى السيستاني منحى آخر، فهو ضد التصعيد لأنه يفكر بأهمية أن يبقى حبل الود العراقي البحريني متصل، تركيا تحشر أنفها بمناسبة ودون مناسبة في أي مشكلة عربية فبعد العراق و لبنان هنالك ليبيا...

في مؤتمر صحفي جمع وزير خارجية البحرين ووزير خارجية تركيا تساءلت بما أن البحرين لديها علاقة صداقة مع قبرص وتركيا تدعي حرصها على البحرين فلماذا لا تلعب البحرين دورا في حلحلت الملف القبرصي التركي، السؤال قابله جواب ديبلوماسي من قبل الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين الذي أكد أنه لا نية للبحرين للتدخل في الموضوع والملف أمام انظار الامم المتحدة ...
لماذا مثلا لا تتدخل دولة مثل المغرب او الجزائر في حسم النزاعات القبلية في ساحل العاج وغينا وغانا؟

لماذا لا تتدخل عمان ودول مجلس التعاون في قضية الاحتلال التنزاني لجزيرة زنجبار جوهرة العرب واندلس افريقيا؟
لماذا لا تطالب جامعة الدول العربية ايران بترك الجزر الاماراتية الثلاثة والا فان الدول العربية ستقطع علاقاتها مع ايران بشكل جماعي؟
لماذا لا يتوسط العراق في الاشكالية التركية الكردية المتفاقمة؟
لماذا لا تعلن لبنان انها وسيط بين قبرص وتركيا؟

لماذا لا تعلن السودان القديمة او الجديدة بانها ترفض الدور الاثيوبي الرامي الى إشعال حرب حدودية بين ارتيريا وجيبوتي؟
ربما هنالك من يقول ان العرب لديهم من المشاكل الداخلية ما فيه الكفاية، لذا فالتدخل في الملفات الخارجية لا مبرر له، هنا اقول تركيا لديها ازمة معارضة مسلحة في الجنوب ومستهدفة من قبل الارهاب ولديها مشاكل دولية مع قبرص ولديهم معارضة سياسية نشطة لكنها تتدخل في شؤوننا بكل وضوح.
لكن ليطمئن العرب فحكوماتنا لن تخطوا هذه الخطوة ولو فعلت لأعلنت تركيا رفضها التدخل في شؤونها الداخلية.

لذا سنترك السياسة ونطلب من الفنانين العرب أن يستنكروا إقدام مهند على رمي اليمين بالثلاثة على الحلوة نور في الحلقة الخامسة والسبعين وليشجبوا قيام لميس بصفع يحيى فقط، لأنه حاول تقبيلها في الحلقة الخمسين بعد المئة! فلعل أهل الفن ينجحوا فيما فشل فيه أهل السياسة.

يبدو أن كوفي عنان بعثي من عائلة الأسد!

- يبدو أن السيد كوفي يريد أن يعيد نفسه إلى دائرة الأضواء بعد أن ترك منصبه كأمين عام للأمم (المتحدة علينا)، على حساب جراح الشام.

- يبدو أن السيد كوفي يتمتع ببرودة أعصاب يحسد عليه، وهو الذي يصر على إحياء خطته الميتة في رحم أفكاره رغم أن هذه المحاولات اليائسة يدفع ثمنها أطفال سوريا وكبارها من دمائهم.

- يبدو أن السيد كوفي قد أدمن (الكوفي) في مضارب بني يعرب المصبوغة بحمرة دماء أهلها، لذا يطيل المكوث في مضاربنا رغم أن شعوب الهنود الحمر وقبائل المساي الأفريقية وسكان جزر القمر يعرفون تماماً أن بقاءه بلا نتيجة تذكر أو ترتجى.   

- يبدو أن السيد كوفي قد انتسب إلى حزب البعث في سوريا في غفلة من دمائنا لأنه يحاول بلا مبرر مقنع أن يحافظ على شرعية حزب البعث المنهار أخلاقياً قبل أن ينهار تنظيمياً، والغريب أن كوفي عنان ولد في 8 أبريل، وحزب البعث تأسس في 7 أبريل، وسقط جناحه في العراق في 9 أبريل، فهل يسعى عنان لأجراء تنفس اصطناعي للبعث السوري حتى تاريخ 10 أبريل القادم مثلاً؟!

- يبدو أن السيد كوفي عنان له من اسمه الشيء الكثير؛ فالدبلوماسي الغاني يشير اسمه المركب لشيء غريب، حيث تعني كلمة “كوفي” يوم الجمعة، وتعني كلمة “عنان” الرابع، ويوم الجمعة هو اليوم الذي ولد فيه صديقنا (المبعوث للبعث)، ويوم الجمعة أيضاً هو يوم الثورات العربية الناجحة، أما الجزء الثاني من اسمه فيشير للتسلسل رقم أربعة، والأسد قد يكون الرئيس العربي الرابع الذي تفرمه ماكينة الربيع العربي بعد أن هرب صالح اليمن من الفرم بسرعة تفوق سرعة مضغ القات بعد زوال الشمس.

- يبدو أن زيارة السيد كوفي للحكومتين الحليفتين (نجاد والمالكي) قبل تقديم نتائج خطته الفاشلة إلى مجلس الأمن والتي كتبت بدماء أطفال درعا وحمص ودوما ودير الزور وريف دمشق والحولة والحسكة فيها من الريبة الشيء الكثير، والريبة هنا يا سادة تقع في نفس المتتبع لزيارة السيد كوفي لإيران (الغربية والشرقية)، لأن الحكومتين متهمتان من قبل المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر بدعم النظام الأسدي سواء من خلال نظام الملالي الإيراني أو أذرعه الميليشاوية في العراق المحرر بمباركة أولاد العم السام عليهم من الله ما يستحقون.

- يبدو أن السيد كوفي ما هو إلا مشروع إطالة في بقاء الأسد، لأن المعارضة السورية الموجودة على الساحة السياسية لم يصلوا بعد إلى اتفاق واضح المعالم مع أمريكا التي لن تترك سوريا القادمة على طبق من دم ليتقاسمها النفوذ التركي والإيراني والعربي دون أن يكون لراعية التغير والديمقراطية المعلبة دور واضح في سوريا ما بعد الأسد، وهنا التاريخ قد يعيد نفسه، لا سمح الله، فأمريكا لم تجهز على نظام البعث العراقي في 1990 لأن البدائل وقتها لم تكن قد نضجت بعد وانتظرت ثلاثة عشر سنة دفع العراقيون ثمنها من أرواحهم قبل أن يقود بوش حربه المقدسة ويجلب معه فوق دبابات التحرير السيد الجلبي وباقي الأخوة الأعداء.

- يبدو أن إجرام القذافي وإراقته لدماء الليبيين الطاهرة ليست هي معيار استعجال أمريكا للإطاحة به كما كانت تقول، لأن الأسد فاق القذافي وهتلر والشيطان في بشاعة المجازر التي أرتكبها بحق أخوتنا في سوريا، لكن المعيار والله أعلم هو أن سوريا ما بعد الأسد لم تصل بعد لشكل ليبيا ما بعد القذافي، بحسب مفهوم الشرق الأوسط الجديد.

- ويبدو أن كل ما تقدم مجرد هلوسة لشخص عاجز يرى أهله يذبحون بلا نصير إلا الله جل وعلا.

هديتي لفخامة الرئيس

فخامة الرئيس الأمريكي أوباما.. يطيب لي أن أحييك بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..على عكس كثير من أبناء أمتي الإسلامية لم أكن متفائلاً بفوزك، لأني أعلم أنك لا تملك عصا موسى لتغير واقع العالم المزري من حولنا، وأنت الذي اعتليت سدة الحكم في بلادك في وقت عصيب من عمر البشرية، كما إنك لو كنت تملك عصا موسى على سبيل التمني فبالتأكيد ستحركها لمصلحة أعداء المسلمين والعرب، لن تفعل هذا لأنك سيئ -لا سمح الله- بل لأنك جزء من نظام تحكمه المؤسسات التي لا ترى مصلحة حقيقية في تقديم الخير للعرب والمسلمين، نعم فخامة الرئيس؛ لا أثق بك ولا أثق بأمريكا ولا أثق بالغرب عموماً، وأتعامل معكم بحذر كمن يحمل أفعى سامة يدعي صاحبها أنها منزوعة الأسنان وودودة، لكنني مقتنع بأن أسنانها المميتة ستخرج في وقت غفلتنا لتغرز الأسنان وتحقن السم.فخامة الرئيس..إن ما يحدث على ظهر البسيطة من تغيرات كبيرة أظهر للعالم بشكل لا يقبل الشك أو التفنيد أو التأويل قدرتكم العجيبة على النفاق السياسي، فأنتم تتدخلون بقوة وبسرعة ودون تفويض من أحد في بلدان بعينها، بينما تصاب كل عيونكم المنتشرة في جهات العالم الأربعة بالعمى في بلدان أخرى.آسف فخامة الرئيس..بحثت عن مفردة تصف واقع سياستكم مع أمتي فلم أجد أكثر صدقاً من كلمة نفاق، أنتم تحركون عجلة الإعلام الدولي حيث تستقر مصالحكم لا مصالحنا، أنت لا ترى يا ساكن البيت الأبيض دماء المسلمين التي تراق في أراكان المحتلة من بورما البوذية وتركستان المحتلة من الصين الشيوعية والأحواز المحتلة من إيران الفارسية وسوريا المحتلة من إيران وروسيا والصين والعراق المحتلة منكم ومن إيران في أكبر صفقة شراكة عبر التاريخ، فليس من المعقول أن تشترك أمريكا وإيران في احتلال نفس البلد من باب الصدفة مثلاً، وفلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني ولبنان المحتلة من قبل مليشيات إيران، ناهيك عن أحوال المسلمين المأساوية في الشيشان والبوسنة وكوسوفا وكشمير وإندونيسيا ومقدونيا وسريلانكا والفلبين والهند وليبيريا ونيجيريا وأفغانستان وتايلاند وأوزبكستان والصومال والسودان وأذربيجان، والقائمة طويلة جداً تتعدد فيها كيفية إراقة الدم وتتفق على أن يكون القتيل مسلماً. فخامة الرئيس هذه دماء أمتي أمام أنظارك، لأني أعلم جيداً أنه سيصلك هذا المقال لما يتمتع به أعضاء سفاراتك المنتشرة على طول جسد أمتي الدامي من حرص على حشر أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم.أنا هنا يا فخامة الرئيس لا أريد منك أن تنتصر للمسلمين -معاذ الله أن أكون من الجاهلين- لكني أعتقد أنك تعاني من ضعف على مستوى النظر، لذا أتبرع لك بنظارات طبية فاخرة هدية مني لعلك ترى جيداً من أكثر أمة يراق دماء أبنائها فقط لأنهم مسلمون، ويشهد الله أني ناصح لك، فبعد أن خسرت ثقة جيلي لا أريدك أن تخسر ثقة جيل ابني عمر. فخامة الرئيس..ضعف النظر ليس عيباً؛ فالمرض ضيف الله على عباده، فلا تحزن ولا تجزع، لكن أن ترفض العلاج فهذا يتقبل أكثر من تأويل؛ فإما أنك لا تريد أن ترى، أو أنك ترى وتدعي أنك لا ترى، أو أنك لا تثق بعربي مسلم يمنحك هدية لوجه الله لترى وتتكلم وفقاً لما ترى، وهذا ما أعتقد وأرى.

حساء بوذي من أجساد المسلمين

الروهنجيا شعب مسلم في إقليم أراكان ضمن دولة بورما، والاسم الرسمي جمهورية اتحاد ميانمار، وهي إحدي دول جنوب شرق آسيا، يعيش هذا الشعب المقهور فصولاً متجددة من العذاب الإبادة والقهر، ورغم انهم يشكلون 20% من سكان بورما إلا أنهم يعيشون غرباء في بلادهم، فبورما التي ضمت إقليمهم المسمى “أراكان” حرمتهم من جنسيتها وأغرقت الإقليم بالمستوطنين البوذيين، وأوكلت إليهم حكمه.قبل عشرة أيام انطلقت موجة جديدة من العنف الممنهج ضد المسلمين تقوده ماكينة قتل وحشية تابعة لجماعة الماغ البوذية الراديكالية، ما أدى إلى حصد أرواح 400 شخص لحد الآن، بينما لا يمكن إحصاء الجرحى والمختفين لكثرتهم، مما ينذر بإبادة جديدة تضاف إلى سجل معاناة الشعب المسلم هناك، حيث ذكر الشيخ سليم الله حسين عبدالرحمن رئيس منظمة تضامن الروهنجيا أنه في عام 1978 شردت بورما أكثر من 300 ألف مسلم إلى بنغلاديش، كما إنه وفي عام 1982 ألغت السلطات البورمية جنسية المسلمين بدعوى أنهم “مستوطنون” على أراضيها، وأضاف أنه وفي عام 1992 شردت بورما حوالي 300 ألف مسلم إلى بنغلاديش مرة أخرى، واتبعت سياسة الاستئصال مع من تبقى منهم على أراضيها عن طريق برامج تحديد النسل؛ حيث تم منع الفتاة المسلمة من الزواج قبل سن الـ 25 عاماً والرجل قبل سن الـ 30، أما أخطر ما سمعت خلال عقدين من العمل الصحافي المتعب هو ما قاله لي الشيخ عبدالله حبيب محمد، وهو إمام مسجد، من المخيف أنه اكتشفنا سيطرة الجناح المتشدد على زمام الأمور الدينية في جماعة الماغ البوذية التي تقتل المسلمين هناك إلى درجة إقدام راهب بوذي إلى طبخ حساء من أجساد قتلى المسلمين كطقس جديد غريب لا يوجد في طقوس البوذية التي نعرفهم منذ عقود. مذابح المسلمين في بورما تقابله ردة فعل خجولة من المسلمين في أرجاء “المخروبة”، فهم بين مستنكر أمام التويتر وفيسبوك ومتظاهر في وقت زوال الشمس خوفاً على بشرته من حرارتها، ولا تصريح رسمي يثلج الصدر باستثناء بعض المواقف الضعيفة لهياكل وشخصيات إسلامية لم تتعدى الشجب والاستنكار. المشكلة الأخلاقية الأخطر تكمن في نفاق وسائل الإعلام التي تركز على ولادة دب الباندا وانقراض فصيلة من فصائل الأسماك ولون فستان المطربة الفلانية وتسريحة الممثل الفلاني؛ بينما يباد شعب كامل بدم بارد ولا تغطية إعلامية بحجم المجازر والمذابح، صحيح أن حكومة بورما ترفض دخول الصحافيين، وأنا شخصياً رفضت دخولي لمرتين، لكن بشار الأسد يرفض كذلك ولكن استطاع كثيرون الدخول بمساعدة دول الجوار السوري، وهو ما يختلف في بورما، حيث إن دول الجوار البورمي بين مؤيد صامت وبين متخاذل كحكومة بنغلاديش التي تعيد الفارين من الموت على قوارب متهالكة مما دفع البعض إلى القفز للبحر خوفاً من العودة إلى سكاكين البوذيين.أخيراً يبدو أن منظر الدم المسلم من بورما لا يحرك عضلة في وجه العالم الأعور، والذي يرى ما يريد ويصاب بالعمى عندما يتعلق الأمر بما لا يريد؟

هل ستولد الدولة الكُردية من رحم البعث الأسدي؟!

يعتبر الكُرد أو الأكراد إحدى أكبر القوميات المبعثرة على ظهر البسيطة والتي لا يجمعها دولة أو كيان سياسي موحد، وهناك كثير من الجدل حول نشأتهم وتأريخهم ومستقبلهم السياسي، وقد ارتفعت وتيرة هذا الجدل التاريخي بعد أن ترجل فرسان أولاد العم سام من فوق صهوات الدبابات معلنين احتلال العراق بمباركة دولية صامتة. يتوزع الكُرد في أكثر من بلد؛ إلا أن السواد الأعظم منهم يقطن مناطق متجاورة تتوزع بين تركيا (20% من سكان تركيا) وإيران (6% من سكان إيران) والعراق (حوالي 10% من سكان العراق) وسوريا (حوالي 8% من سكان سوريا)، وهناك أعداد لا بأس بها في جهات العالم الأربعة اكتسب جزء كبير منهم جوازات سفر غربية. كُرد تركيا وإيران ينتهج قسم كبير منهم الكفاح المسلح منذ عقود للحصول على حقوقهم القومية ويتمثل ذلك بحزب العمال الكردستاني (pkk) المتمركز في جبال قنديل ومقاتلي الباجاك من أكراد إيران وغيرهم من المنظمات الأصغر حجماً وتأثيراً، ولا تجد كردياً واحداً صادقاً مع نفسه يتمنى أن يبقى تحت سلطة تركيا أو إيران بسبب ممارسات النظامين التطهير العرقي الهادئ، إضافة إلى حرب ممنهجة لطمس الثقافة والتاريخ الكردي والدفع بالكُرد للذوبان بين باقي الأطياف التي تكوّن البلدين. أما الكُرد في سوريا فقد تنفسوا الصعداء مع انطلاق الثورة السورية المباركة على النظام البعثي الأسدي بعد أن منحهم النظام المتداعي بعض المكاسب السياسية لتجنب التحاقهم بركب الثورة، وأُشيعت أخبار كاذبة حول تطهير عرقي للكُرد في حال انهيار نظام بشار والتي روجت لها الماكينة الإعلامية الأسدية مما ساهم في عدم الانخراط الكامل للمكون الكُردي في صفوف الثوار. في العراق نجح الكُرد بعد رحلة طويلة من الانتصار والانكسار للوصول إلى أعلى سلم السلطة بمباركة أمريكية وجدت فيهم حليفاً مأمون الجانب وورقة ضغط يمكن التلويح بها أكثر من مرة وفي أكثر من اتجاه. الحلم الكُردي هو دولة تضم شتاتهم بعد اقتطاع مساحات تواجدهم من البلدان الأربعة، تكون عاصمتها مدينة أربيل في شمال العراق المنفصل إدارياً ومالياً وسياسياً بسبب ضعف الدولة المركزية والدعم الأمريكي الذي يعتبر بمثابة مكافأة للقيادات الكُردية التي ساعدت في غزو العراق عام 2003. كُرد العراق الذين جعلوا من شمال العراق وإقليم كردستان ملجأ آمناً لحركات انفصالية كردية من تركيا وإيران وسوريا لايزال أماهم معركة مصيرية وهي الحصول على كركوك، المدينة التي تعوم على بحر من النفط، والتي يطلقون عليها (أورشليم كردستان) في أدبيات نضالهم القومي، وأعتقد أنه في ظل ضعف النظام المركزي العراقي وتصاعد الدعم الأمريكي ستذهب مدينة كركوك العربية إلى أحضان الدولة (الحُلم) عاجلاً أم آجلا بعد الاتفاق على حجم الحصص النفطية، مما سيدفع باتجاه إعلان الانفصال على لسان مهندس الحُلم الكردي مسعود البارزاني، زعيم إقليم كُردستان والمتهم بالمسؤولية عن كثير من المجازر التي ارتكبتها مليشاته المعروفة بـ(البشمركة) بحق القبائل العربية في شمال العراق. مسعود البارزاني الذي تسوقه ماكينة إعلامية كُردية مدعومة بشكل جيد على أنه زعيم كُرد العالم؛ شخصية قومية متعصبة لا يتردد في التلويح بورقة الانفصال عند كل أزمة سياسية تمر ببلاد ما بين النهرين. إذاً كل الظروف مؤاتية وبشكل كبير لإعلان نواة الدولة الكردية، والتي ستقتصر مساحتها في مرحلتها الأولى، بحسب الحُلم البرزاني، على إقليم كُردستان ومناطق تواجد الأكراد في سوريا، وهي خطوة قرأتها أنقرة بذكاء استباقي، فضغطت بقوة على أن يتولى عبدالباسط سيدا المعارض الكردي المعروف رئاسة المجلس الوطني السوري، وذلك لإفشال الحلم البارزاني وإشعار الكُرد السوريين بالقوة في سوريا ما بعد الأسد، وإيجاد زعيم كردي ثان أكثر قرباً من أنقرة مما يسهم في إشعال صراع الزعامات الكردية، لاسيما وأن كُرد سوريا متخوفون من أن الدعم التركي للمجلس الوطني السوري سيكون على حسابهم مستقبلاً، خصوصاً وأن تركيا حاربت المكون الكُردي التركي بشراسة لعقود، ويتهمها كُرد العالم بقتل مليون ونصف مليون كردي وتدمير 3000 قرية كردية وتشريد ما يقارب 335 ألف كردي من ديارهم، حسب مذكرات جواهر لال نهرو.كُرد سوريا ببساطة فرس الرهان لإقامة الحُلم الكردي الذي لن يكون سهلاً مع وجود تركيا وإيران، لكن كُرد العراق اليوم قوة سياسية وعسكرية لا يستهان بها ناهيك عن تحالفاتهم الدولية والتي تتقدمها أمريكا. مع ذلك لا يتمتع الكُرد عبر العصور بتحالفات طويلة الأمد، وهذا ما تثبته مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى البارزاني “ليس للكُرد أصدقاء حقيقيون”.