السبت، 15 سبتمبر 2012

عذراً يا رسول الله.. لسنــا أهـــلاً لنصرتــــك

كل الأمم التي من حولنا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، على اختلاف عمقها الإنساني والتاريخي والحضاري، استطاعت عبر تعاقب أجيالها أن تسوق الكثير من الرموز، وأنصاف الرموز، لتوصلهم إلى ثقافتنا، وإلى عقلنا الباطن، باعتبارهم قيماً إنسانية كوننا مستهلكين سذجاً طبعاً.
أمم أقل منا ثقافة، وأقل منا حضارة، وأقل منا عمقاً على الصعيد التاريخي والإنساني والأخلاقي، استطاعت أن تصنع لنا رموزاً حسب الطلب، لتسوقهم لنا، وتفرض علينا احترامهم وتقديرهم وتقليدهم، بل ويتباهى علينا بهم، أشخاص عاديون لا يتميزون بأي شيء، استطاعت شعوبهم أن تسوقهم وتجعلهم قيمة مضافة إلى هذا الكون الفسيح، بينما فشل المسلمون في جهات العالم الأربع، وبجميع مذاهبهم وأطيافهم وتوجهاتهم، وفي مقدمتهم العرب، من نقل الانطباع الحقيقي والصادق والشفاف لعظمة سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نعم فشلنا في أن نوصل للعالم الآخر قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وتاريخ رسولنا العظيم، وصفاته الكريمة، وإنجازات رسولنا الأمين وسمحنا لهم أن يتطاولوا على ديننا ورسولنا وتاريخنا ورموزنا، بسبب ضعفنا وإقبالنا على الحياة بشكل غريزي مريض، وانبهارنا الأعمى بالحضارة الغربية المشبوهة.
كنت في في أحد الأيام أزور بلداً أوروبيا فيه قلعة عمرها 200 سنة، فجلس صديقي منبهراً بها وبالغ في وصفها، فقلت له “يا هذا، لا تنسى أني أنتمي إلى بلد الحضارات”، وأقسمت يومها أن “بهاء وعظمة بيت الله العتيق أروع من هذه القلعة إلى ما لا نهاية من الأصفار”، وقتها قلت “كيف استطاع الإعلام الغربي أن يجعل صديقي المثقف منبهراً بشيء لا يمكن مقارنته بما لدينا من حضارة؟!”.
نفاق الغرب واضح، وتحاملهم على رسولنا العظيم يتجلى بأبلغ صوره في ازدواجيتهم، فكيف يحتفل العالم الغربي المنافق بشخصية “غاندي” الآسيوي مثلاً كرجل سلام مثلاً، ولا يضع إنجازات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل إنجازات البشر قديماً وحديثاً؟
وكيف يحتفي العالم الغربي الأعمى بشخصية “مانديلا” الأفريقي مثلاً كشخصية سلام مثلاً ، ولا يحتفي بشخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي صنع حضارة في قلب الصحراء من لا شيء؟
إن العالم الغربي المريض بجنون البقر، وأنفلونزا الخنازير، والطيور والغربان، والماعز والخراف والذباب والبعوض، أصغر وأقل وأتفه من أن يفهم عظمة خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين.
نعم أقولها بألم وصراحة، نحن أبناء غير أكفاء لدين عظيم، وأتباع غير أكفاء لرسول عظيم، إن استمر بنا الحال في تسطيح أعظم الأديان، واختصاره في المسميات المذهبية والطائفية، فإن الغرب المتخلف والأعمى سيقوم بالإساءة لنا في كل مناسبة، وكلما أراد أن يصنع له أبطالاً من ورق.
رسام دنماركي مغمور يريد الشهرة يسيء لرسولنا العظيم، ومخرج فاشل غير معروف حتى للممثلين كما صرحوا لوسائل العالم، يبحث عن الشهرة من خلال الإساءة لسيدنا الرسول العظيم، طبعاً لا يمكن أن نقول عنهم ممثلين فهم مجموعة من بنات الليل، وأنصاف الرجال والشواذ، جمعوهم من الحانات والمراقص والعلب الليلية، ليجسدوا أدواراً لشخصيات إسلامية عظيمة، وفي مقدمتهم أعظم من مشى على الأرض سيدنا ورسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وأصحابه.
أي لعبة هذه يا أمريكا.. أيها السفير العتيد الذي لا يكف عن الدوران في أرجاء هذه الجزيرة الصغيرة.. ماذا تريد بلادك من رسولنا؟!

الخميس، 13 سبتمبر 2012

«عمر» و«علي»

لدي مشكلة خاصة تؤرقني كأب ورب أسرة، أبحث لها عن حل جذري، ورغم محاولاتي الجادة والصادقة لإيجاد حل نهائي لما أعاني منه، لم يحالفني الحظ في الوصول إلى حل مناسب للمشكلة الطارئة، فقررت أن أشارككم بها، لعلنا نصل سوياً إلى حل، يقفل هذا الباب إلى الأبد، كونه لطالما كان منفذاً لما يهدد استقرار عائلتي بشكل يومي.
يتمتع ابني الأكبر “عمر” بقدرة على الصبر، أحسده عليها، ويتمتع بحكمة تفوق باقي أقرانه، بحسب متابعتي لخط تصرفاته في الرخاء والشدة، لكنه في الوقت نفسه عندما يجد أن الصبر والحكمة لا تجديان نفعاً مع مشاكسات الابن الأصغر “علي”، فإنه لا يمكن توقع ردة فعله، حيث يمكن أن يعلن قانون “السلامة الوطنية” في أرجاء البيت، ويقيم “المحاكم العسكرية” أيضاً إن اقتضت الضرورة لأن “علي” بصراحة “زودها”.
أما ابني الأصغر “علي” فهو يقابل الأخ الأكبر والأحكم والأصبر “عمر” بكثير من عدم المبالاة في بعض الأحيان، بدون أن يقدم مبررات منطقية لما يفعل، بل ويتعمد انتهاج أسلوب التصرفات الطفولية غير المتوقعة وغير المعروفة النتائج، كنوع من التدمير الطفولي، الذي لا ينسجم مع شكل البيت الذي أحلم به، وأقاتل من أجله، بل إن “علياً” أخذ يهدد في الأونة الأخيرة بفوضى عارمة، تأكل الأخضر واليابس، مهدداً باستهداف استقرار البيت قائلاً إنه “لم يستخدم إلا جزءاً يسيراً من طاقته الطفولية التدميرية”، مضيفاً أنه “يسعى لتغيير نظام الحكم القائم في العائلة المتمثلة بالإطاحة برب الأسرة”، بل ويزداد الأمر وقاحة عندما يصرخ “علي” بوجه أفراد العائلة بأنه “سيستعين بأفكار خارجية ودعم لوجستي خارجي قاصداً أجندة “توم و جيري” الطائفية بطبيعة الحال، أو ربما أجندة “السنافر”، و«شرشبيل” الديكتاتورية، دون أن ننسى سلاحف النينجا، ودورها في ضرب استقرار غابة الأقزام إحدى أساطير بلاد الشام”.
المشكلة الحقيقية تكمن أن العائلة تعيش حالة من عدم الاستقرار، بعد أن تعطلت الكثير من مشاريعها وأحلامها، كما إن جميع قرارات البيت المصيرية لا تأخذ الوقت الكافي للدراسة والتمحيص، بسبب تفرغ أفراد العائلة لإيجاد حلول متعاقبة لمشاكل “عمر وعلي”، التي تبدو إنها ستستمر طويلاً بلا هدف واضح.
أفراد العائلة وبسبب الوضع غير المستقر الذي خلقه الابن الأصغر “علي”، أصابتهم حالة من عدم الوضوح في الرؤى والأهداف، فالبنت الكبرى “لينة” تميل لأخيها الأكبر “عمر” وتنصره بلا تفكير، بينما أخذت البنت الأصغر “مأرب” موقفاً متزمتاً جداً يدعم “علي” وتصرفاته، ومن ثم ازداد الأمر تعقيداً عندما قررت البنت الوسطى “رحمة” أن تعلن نفسها معارضة بأجندة مختلفة تميل مع “علي” تارة وتنتصر لـ«عمر” تارة أخرى.
أنا شخصياً اتخذت عدة قرارات تتراوح بين حرمان “علي” من المصروف وشراء الحلويات، وبين تعنيف “عمر” ومطالبته بالمزيد من الصبر والحكمة، لأن الأكبر عمراً يجب أن يكون الأكثر تجربة وحرصاً على استقرار البيت، كما تحدثت بشكل مطول مع “لينة” التي يبدو أن دراستها في مدرسة الإيمان في مدينة عيسى أضافت لها مفاهيم جديدة في تسويق الأفكار الداعمة لـ«عمر”، بينما لم توضح “رحمة” التي تدرس في مدارس الفلاح في المحرق آفاق معارضتها، ولم تطرح حلولاً واضحة المعالم، لاسيما وهي ترفض أغلب تصرفات وتصريحات “علي” الذي لا يكف عن تهديدنا بـ «توم وجيري” و«سلاحف النينجا”.. “وهيك المشكل تعقد كتير”.
قررت أن أستشيركم بصدق وأمانة، لأنه ما خاب من استشار، وأرجو أن لا تستكثروا علينا النصيحة، لأن الدين النصيحة، كما إن رب الأسرة عليه أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما أفعله رغم عدم موافقتي على أفعال “علي”، أو حتى حالة الغضب التي تعصف بمخيلة “عمر”، وأنتم تعلمون أن سلامة وتماسك العائلة أهم بكثير من شطحات “علي”، أو نفاذ صبر “عمر”، أو أفكار “رحمة”، و”لينة”، و”مأرب”، والله من وراء القصد والغاية.

تغريدة
ما أصعب التعايش مع أصحاب الأهداف المتغيرة، لأنهم لا يحترمون مبادئ الشراكة، ويحاولون أن يديروا دفة السفينة إلى حيث مصالحهم، بل ويدعون غير ذلك.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

حبيبتي المحرق

ها أنتِ تضعين اليوم تاج التميّز كما عهدناكِ حبيبتي، وها أنتِ اليوم تجعلين خبراء الأمم المتحدة يقفون عاجزين أمام حُسنك وبهائك، فلا يجدون سبباً واحداً يمنعهم من منحكِ قلادة التميّز، مبروك يا حلوة، تاج الفخر الجديد، وإن كنتُ أعتقد أن الأمم المتحدة هي من تتشرف بكِ وليس العكس، مبروك يا جميلة، فوزكِ المستحق، فأنتِ المحرق بلا ألقاب ولا نعوت واسمك يكفيكِ حبيبتي.
54 دولة في قاموس رحلات عاشقكِ الصغير محمد العرب، و20 سنة من الترحال المرّ بين الموانئ والمطارات، ولم تعلق في مخيلتي ووجداني إلا القليل من المدن، وأنتِ بلاشك في مقدمتها، أنتِ يا حبيبتي المدينة الجميلة، التي لا أتعب من الضياع فيها، بل وجعلت الضياع في “فرجانكِ” أجمل هواياتي، وأنتِ يا معشوقتي المدينة الوحيدة التي لا أخجل من البكاء أو الفرح في حضرتها، وأنتِ يا حلوتي المدينة الخالدة التي أتمنّى أن أُدفن فيها، آه يا محرق لقد كانت قصتي معكِ قدَرية، لم أخترها ولم أسعَ لرسم ملامحها، ولا ضير من تذكيركِ بها حبيبتي، أتذكرين يا محرق المجد اللقاء الأول بيننا؟، نعم بالتأكيد تذكرين ذلك، فالمدن العظيمة لا تنسى عشاقها، أتذكرين عندما كنتُ أترجَّل قبل سنيين طويلة من سلم الطائرة في مطار البحرين، وكانت عقارب الساعة حينها تُشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل؟، ومن حُسن الحظ كان سائق سيارة الأُجرة أحد عشاقكِ القدامى، فقال لي “هذه هي المحرق هل سمعتَ بها سابقاً”، قلتُ له “نعم لكنّي لأول مرة أراها”، توقفتُ عن الكلام حينها قبل أن أقول له بعفوية “لكنّها أروع بكثير مما حكى لي عشاقها”، فضحك الرجل قائلاً “الجميع يقول هذا عندما يشاهدونها أول مرة”، الرجل كان كريماً مثلكِ تماماً، وكيف لا وهو أحد أبنائك لذلك لم يتردد في القول: “ما رأيكَ أن نتناول العشاء في أحد مطاعمها الشعبية القديمة؟”، فأعلنتُ الموافقة بلا تردّد لأنّي كنتُ حينها تحت سيطرة حُسنكِ أيتها الأبيّة، وفعلاً حدث اللقاء الأول مع مفاصل حُسنكِ حبيبتي، لقد تشرّفتُ بالمشي في “دواعيسكِ” لأول مرة، وكنتُ أشعر حينها كما يشعر ويتمنّى الأطفال، نعم كنتُ أتمنّى وقتها ألا يراني أحد حتى أركض حافياً بين “دواعيسكِ وفرجانكِ”، لأتنسم نسائمكِ العطِرة، في ذلك اليوم أيتها الحلوة أصبحتُ عاشقاً صغيراً يُضاف إلى طوابير عشاقكِ وقرّرتُ أن أسكن فيكِ، وقرّرتُ أن أُحبكِ كلَّ يوم أكثر، وأن أكتشف حُسنكِ كلَّ يوم أكثر، ومنذ ذلك اليوم، وأنا أشعر بسعادة عندما أستيقظ على عبق عطركِ، الذي يجعل عواطفي تتدفّق متأججة، وأشعر كلَّ صباح وكأنني أجلس معكِ، وآخذكِ بين راحتي، لأستمدَّ منكِ دفئاً مُثيراً يجعلني أتمنّى الانصهار معكِ، حتى أصلَ إلى إدمانكِ حتى الارتواء، حبيبتي المحرق، أعلمُ أني لستُ العاشق الأول، ولست العاشق الأخير، وأعلمُ أني لست بحجم بهائكِ وجمالكِ، وأعلمُ أن عشاقكِ ممن أبصروا النور في رحابكِ، أكثر أحقيّة مني في مديحكِ، لكنّي أعلمُ أيضاً أن أهل المحرق، لا يمانعون أبداً في أن يكون لهم شركاء في عشقكِ، فأنتِ اليوم إحدى المدن الخالدة .
أيتها الجميلة، لن أعدل فيكِ وصفاً، لا في الشرق ولا في الغرب، فـ«دواعيسك” مملكةُ عشقي، وعشقي لك عشقُ صبّ، والحكايةُ معكِ تطول ولا تتلاشى في الذروة، أن حبّي يا محرق لم ولن يكون نزوة.
هذه رسالة من قلبي إلى من أحبَّها قلبي.

الجناح البحريني في نابولي الإيطالية

نعم يمكن أن أقولها بفخر وسعادة بأن جناح البحرين كان الأبهى والأجمل والأكثر غنى واستقطاباً للزوار بين الأجنحة العربية والآسيوية في المنتدى الحضري العالمي التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “هابيتات” في مدينة نابولي الإيطالية، لأنه عكس بيئة البحرين بأدق تفاصيلها من خلال نقل الأجواء الشعبية بدقة، واعتماد طرق عرض مراحل تطور البحرين وإبراز مكتسباتها بأكثر من لغة وبشكل ملفت، بعيداً عن التعقيد، ولعل من أجمل زوايا المعرض هو ركن التوقيعات التي حملت معها مشاعر فخر من المشاركين العرب ومشاعر إعجاب من المشاركين الأجانب.
قال لي ستيف بروك أحد القائمين على التنظيم في المنتدى إن “جناح البحرين حقق اًعلى زيارة بين الأجنحة العربية والآسيوية، بينما حققت أجنحة دول كبرى زيارات أقل”. هل تعلمون لماذا أحب الناس جناح البحرين؟ الجواب ببساطة لأنه جناح ببصمات بحرينية على مستوى التصميم والتنفيذ والإدارة، لقد نجح أبناء البحرين في جذب الزوار بثقافتهم العالية، وبلغتهم الإنجليزية المتقنة، وابتساماتهم الصادقة.
كل زوار الجناح حرصوا على تذوق القهوة العربية وحلوى شويطر والشاي البحريني، وكل زوار جناح البحرين أعجبوا بقدرة الوفد البحريني على شرح مكتسبات حكومة البحرين بفخر واعتزاز، مما جعل الزوار يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع صور قيادة البحرين، إعجاباً بطريقتهم في قيادة بلد بحجم البحرين، حتى أصبح ينافس الدول الكبرى في مؤشرات الأمم المتحدة للتنمية البشرية والحضرية.
قالت لي رئيسة مركز العمل التطوعي في الكويت الشيخة أمثال الأحمد إني أشعر بالفخر لأن معرض البحرين حقق نجاحا ًكبيراً بشهادة القائمين على المنتدى، إن جناح البحرين هو جناح الخليج العربي، لأن خليجنا واحد، بينما قال لي المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس إن “تجربة دول الخليج العربية في التنمية الحضرية المستدامة تلهم الدول الأخرى الكثير من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية”، كما أشاد كلوس بجائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية التي خصصت لمشاريع التنمية المستدامة في الدول النامية قائلاً “نعم كانت الجائزة دافعاً للكثير من المدن للتحسين من أوضاعها للظفر بالجائزة”، وختم كلامه معي قائلاً “شكراً لسمو الأمير”.
بينما قال لي كبير خبراء الاتحاد الأفريقي الدكتور محمد إسلام إنه “يستعد لنقل التجربة البحرينية إلى الاتحاد الأفريقي للاستفادة منها” مضيفاً أن “120 حدثاً وفعالية جانبية إضافةً إلى 12 مائدة مستديرة وورشة عمل على هامش المنتدى لم تخلو من ذكر الخليج العربي كنموذج ناجح في التنمية البشرية والحضرية”، وهذا دليل نجاح دول الخليج العربي في الوصول إلى المقاييس العالمية للتنمية الحضرية والبشرية، بل وتفوقت على عشرات الدول الكبرى في جهات العالم الأربعة.
توقيع
شاب أمريكي كتب على جدار جناح البحرين “أنتم رائعون فعلاً لم أكن مقتنع بأن للدول الصغيرة عزيمة على مزاحمة الكبار لكنكم فعلتم ذلك”.
اتفاقية
توقيع اتفاقية جديدة بين الأمم المتحدة والبحرين على إنشاء مكتب إقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خطوة موفقة وتدل على ثقة المجتمع الدولي بحكومة البحرين.
حســـم
شكراً حسام بن عيسى لأنك كنت حاسماً ومتمكناً في عرض تجربة البحرين في محفل دولي مهم، كنت أراقب تحركاتك بفرح، لأني كمواطن عربي أفتخر بمن يحمل في قلبه قضية يقاتل من أجلها، وقضيتك هي تقدم البحرين بلاشك.

ما مصير الجندي الأمريكي براندون روب؟

لست ممن يستهلكون الأخبار بدون تفكير أو فرز، لذلك اعتمد في استسقاء الأخبار على أكثر من مصدر، وأخضع تلك المعلومات المختلفة والمتضاربة والمتباينة لمنطق خاص، اكتسبته من سنوات العمل الطويلة الشاقة، في مهنة المتاعب سابقاً، ومهنة العاطلين عن العمل حالياً.
وليس كل ما تروجه الماكينة الإعلامية الأمريكية، يدخل حيز قناعاتي، لأنني بصراحة من الباحثين عن “نظرية المؤامرة” في كل الخطابات الأمريكية، لانعدام الثقة بهذا النظام، منذ أن أقنع العالم أن العراق يملك أسلحة دمار شامل، ولم يقدم الدليل، ولن يقدم، لعدم وجوده أصلاً، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من الأخبار الأمريكية الترويجية يمكن تصنيفها تحت باب “عجائب وغرائب الديمقراطية”، وهي ليست صالحة للاستهلاك العقلي المتوازن.
الكثيرون في مضارب بني يعرب من المنبهرين بأبناء العم سام، ممن استبدلوا ثقافة الخيمة والصحراء، بثقافة رعاة البقر، يتغنون بالديمقراطية الأمريكية، حتى وصل بعض المفتونين بقشور الديمقراطية الأمريكية إلى تصنيفها على أنها “واحة الديمقراطية والحرية” على سطح “المخروبة”.
لكن في الحقيقة يمكن للباحث عن الحقيقة أو حتى المناقش للروايات الرسمية الأمريكية أن يدخل تحت طائلة القانون أو طائلة الجنون، بل ويتم اعتقاله، وقد يتهمني البعض بالتجني ووصف أمريكا بما لا يليق بها، لذلك ما رأيكم أن تسمعوا هذه القصة.
براندون روب جندي مارينز سابق شكك في صفحته على الـ “فيسبوك” بقصة تفجيرات البرجين في 11 سبتمبر 2001، أقول هنا “شكك” والشك كما يعلم الجميع نصف اليقين، تشكيك الجندي السابق أوصله إلى السجن ثم المستشفى، بعد أن اعتقله عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية “إف بي آي” الذين يسهرون على ما يكتبه الأمريكان في الـ “فيسبوك” و«تويتر” والمدونات، وهذه المراقبة الأمنية على الفضاء الافتراضي هي من عجائب الديمقراطية الأمريكية، التي تطالب دول العالم الثالث وفي مقدمتها البلدان العربية والإسلامية بفتح فضاءات الشبكة العنكبوتية أمام الجميع، بينما هي أول من يراقب تلك الفضاءات.
اعتقال الجندي السابق أوصله بعد مجموعة من التحقيقات إلى مستشفى للأمراض العقلية، باعتباره مجنوناً، وصديقنا المجنون ليس الحالة الأولى، فقبله احتجزت كلير سويني في مستشفى أمراض عقلية، وقيل عنها في وقتها إنها مصابة بالهذيان، بعد أن قالت عبر مدونتها أن الحكومة الأمريكية مسؤولة عن أحداث 11 سبتمبر، التي جرت على المسلمين والعرب ويلات الحروب والجوع والتضييق، جراء سياسات أمريكا وحربها على شبح “الإرهاب”.
إن الطريقة المتشنجة التي تعاملت بها السلطات الأمريكية مع المتشككين في الروايات الرسمية لا يمكن إلا أن يورطها أكثر، وأن يعزز بذلك الشكوك، ويثبت في آخر المطاف أن الولايات المتحدة لا تختلف جوهرياً عن أبشع الأنظمة الاستبدادية في مسألة الحريات وحرية التعبير بشكل خاص.
أنا هنا أطالب بمعرفة مصير الجندي براندون روب، عملاً بمبادئ الشراكة التي تعلمناها من راعية الشراكة الدولية الولايات المتحدة الأمريكية.
تذكير
يقول “شوسودوفسكي” وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة “أوتاوا” بكندا إن “هناك سياسة خاصة تتبعها واشنطن وتطبقها حينما تريد التوغل أكثر في أي بلد، وتعتمد هذه السياسة على التعاون مع الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، ويتم تمويل هذا التعاون من قبل مؤسسات أمريكية”.

ماذا تفعل إيران في السودان؟

يقول الخبر في الصفحة الاولى لصحيفة “الانتقاد” التابعة لـ “حزب الله” اللبناني أحد الأجنحة العسكرية لولاية الفقيه الإيرانية، إن مرشدهم علي خامنئي قد اجتمع بـ 300 شاب سوداني يدرسون في حوزة تحمل اسم الخميني في مدينة قم الإيرانية، هذا السطر المفخخ بأكثر من معلومة هو ما يهمني شخصياً. أولا دعوني أعترف أن المعلومة غريبة، وذلك لأنني ورغم كل علاقاتي القوية مع شخصيات سودانية معروفة من المعارضة والموالاة، ورغم زياراتي المتكررة للسودان “الموحد و المجزأ” لم أسمع يوما عن نشاط علني لولاية الفقيه في السودان، إلا أن الأخبار المسربة عبر وثائق دبلوماسية تشير في أكثر من مكان إلى علاقة وثيقة ومتشعبة، حيث تشير المصادر السياسية إلى أن الدولتين حافظتا على علاقات دبلوماسية وعسكرية وثيقة، منذ تسلم الرئيس السوداني عمر البشير السلطة في السودان عام 1989، ويستدل المراقبون على صحة هذه المعلومة بزيارة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في ديسمبر 1991، والزيارة الرسمية إلى الخرطوم رافقه خلالها أكثر من 150 مسؤولاً إيرانياً، وفي تلك الزيارة تعهدت إيران بدفع مبلغ 17 مليون دولار على شكل مساعدات مالية للسودان، وأجرت ترتيبات للمساعدة في دفع مبلغ إضافي بقيمة 300 مليون دولار ثمن أسلحة صينية يتم إرسالها إلى حكومة الخرطوم، وتعهدت إيران كذلك بتقديم مليون طن من النفط سنوياً كمساعدات اقتصادية، وبرزت العلاقة السياسية بشكل لافت عند صدور مذكرة الاعتقال بحق الرئيس البشير، حيث تعتبر إيران من أكثر الدول المساندة للرئيس السوداني الذي يواجه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم حرب اقترفت في إقليم دارفور، ووفقاً لمصادر سياسية مختلفة من ضمنها موقع “ويكيليكس”، فإن إيران تقدم المساعدة المباشرة للجيش السوداني في الحرب الدائرة في إقليم دارفور. وفي عام 2008 وقعت الحكومتان الإيرانية والسودانية على اتفاق سري في مجال التعاون الأمني، الاتفاق يمنح الحرس الثوري الإيراني بموجب هذا الاتفاق الحق في امتلاك معسكرات تدريب تستخدم لتدريب الجماعات “المسلحة”.
آخر الشبهات كانت بعد انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا، حيث أشارت مصادر في الاستخبارات الغربية أن قوات الحرس الثوري الإيراني استولت على عشرات من صواريخ “أرض جو” المتطورة روسية الصنع من ليبيا، وقامت بتهريبها عبر الحدود إلى السودان، وقد استولت على هذه الأسلحة وحدات تابعة لفيلق القدس الذي يعتبر جيش النخبة في قوات الحرس الثوري الإيراني، أثناء سفرها إلى ليبيا من قاعدتها المتمركزة جنوب السودان.
هذه التسريبات تزامنت مع تصريحات الحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن مشاركة أفراد من قوات الحرس الثوري الإيراني وصلت إلى شرق السودان، للقتال إلى جانب الجيش الحكومي في النزاع المسلح الدائر في ولاية كردفان الجنوبية.
وقد أعلنت القيادة الموحدة لمجموعة متمردي دارفور والجيش الشعبي لتحرير السودان حينها أنها أسقطت طائرة إيرانية دون طيار من طراز “أبابيل – 111” من المحتمل أنها كانت تحت سيطرة تقنيين إيرانيين.
هذا رصد سريع لبعض التسريبات التي تثبت العلاقة الوثيقة بين طهران والخرطوم، وبطبيعة الحال فإن دولة جنوب السودان الفتية ستكون مكاناً ملائماً جداً للتواجد العسكري الإيراني الأخطبوطي، لأن دولة جنوب السودان في حاجة إلى كل شيء تقريباً، ولا يوجد نظام يدفع بسخاء من أجل توسيع نفوذه مثل النظام الإيراني.